11 سبتمبر 2025

تسجيل

استمرار وساطة الدوحة

24 أغسطس 2021

لا شك أنه لا يخفى على أحد أن دولة قطر هي الوسيط المعترف به دولياً لحل النزاع الأفغاني، والمقصود به الحكومة الأفغانية وحركة طالبان التي سيطرت مؤخراً على العاصمة الأفغانية كابول. إن سيطرة حركة طالبان على أفغانستان لا تعني انتهاء الوساطة القطرية، من وجهة نظري، حيث إن طالبان ما زالت بحاجة إلى اعتراف دولي يخولها لممارسة دورها كدولة معترف بها. إن الانسحاب التدريجي لواشنطن وحلف الناتو وغيرها من الدول المشاركة في الصراع، وتصريحاتها بأنها تمكنت من القضاء على ما كان يهددها من عمليات إرهابية تأتي من أفغانستان (كما تدعي) ما هو إلا خطوات أولية لها ما لها وعليها ما عليها. فلو أخذنا تصريحات وزير الدفاع البريطاني بن والاس والذي قال "إن بلاده لن تعود إلى أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد". أما الولايات المتحدة فقد صرح فخامة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن بلاده أنهت مهمتها في أفغانستان لتنهي بذلك أطول حرب خاضتها. مما يعني أن رجوع تلك الدول لأفغانستان غير وارد على الإطلاق! الأمر الذي سيدفع الدول الغربية والمجتمع الدولي للاعتراف بحركة طالبان بشكل تدريجي وبطيء، وهو الأمر الذي تحتاجه الحركة لتثبيت نفسها في السلطة، ولن يتحقق ذلك إلا باستمرار الوساطة القطرية والتي وافقت عليها الحركة سابقاً وما زالت متمسكة بها. ختاماً، إن استمرارية وساطة دولة قطر على الأقل في السنوات القادمة ستكون حتمية، مما قد يدفع دولة قطر إلى زيادة وتوسعة تمثيلها الدبلوماسي في كابول. ‏@AliMohamedAE ‏ [email protected]