11 سبتمبر 2025
تسجيلفي الهجرة مشاهد ومساحات.. في الهجرة دروس ورسائل.. في الهجرة مشاعر ومشاعل.. في الهجرة أخلاق وقيم.. في الهجرة صُنَّاع الحياة سيرتهم عطرة، وأيامهم ومواقفهم ماثلة أمامنا لا تُنسى أبداً، هذه الهجرة حقيقة بالاحتفاء بها على الدوام، وإظهار معالمها، والتحدث عن معانيها خاصة أمام طلاب وطالبات المدارس الحكومية والخاصة في حصصهم الدراسية، وفي مناشطهم اللاصفية المتنوعة، لتعزيز وترسيخ الأخلاق والقيم التي تحملها الهجرة المباركة، فهي حية من يوم وقوعها وإلى يومنا هذا في الزمن الصعب، فإذا لم نُعزز لأبنائنا الطلاب دروس ومشاهد الهجرة النبوية فما عسانا أن نغرس فيهم؟!. صُنَّاع الحياة في الهجرة النبوية كل واحد منهم كان يؤدي دوره وما كُلّف به، وهم (الخليفة الراشد أبوبكر الصديق " لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً"، "قال أبو بكر رضي الله عنه الصحبة بأبي أنتَ يارسول الله، قال صلى الله عليه وسلم "نعم"، وكان الرجل يلقى أبا بكر رضي الله عنه فيقول: يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل". وأسماء بنت الصديق ذت النطاقين، وما أدراك ما أسماء هذا الاسم الجميل الذي يحمل كل الأسماء والمعاني والأخلاق والقيم والعزة والمجد والعفة والطهر والعفاف والقوة أمام الطاغوت، وعائشة بنت الصديق أم المؤمنين، والخليفة الراشد علي بن أبي طالب، وعبدالله بن أبي بكر وعامر بن فهيرة الحافظ الأمين، دفين السماء، وسراقة بن مالك كان يطارد صاحب الرسالة وصاحبه فإذا هو حامٍ وناصر لدينه ودعوة نبيه، أم معبد عاتكة بنت خالد الخزاعية رضي الله عنهم وأرضاهم. وعبدالله بن أريقط وكان ماهراً بمعرفة الطرق والمسالك. واشوقاه إلى الهجرة الحقيقية ولو بالتدرج أفراداً ومجتمعات وأمة والإنسانية، لا نظريات ولا فلسفات وكثرة الكلام، هجرة القيل والقال إلى الفهم والعمل الجاد.. هجرة الضعف إلى القوة والبناء والتمكين.. هجرة الخيانة إلى النزاهة والشفافية والأمانة بكافة صورها.. هجرة المهانة والذل إلى العزة والكرامة.. هجرة الفساد بكافة مجالاته إلى الإصلاح.. هجرة الفوضى إلى ترتيب سلم الأولويات والتخطيط العملي المثمر.. هجرة النقد وكثرة الذم والتشكي إلى العمل الحقيقي للوطن والأمة وللإنسانية.. هجرة مواطن العنصرية والحزبية البغيضة إلى الوحدة والتعاون ورص صفوف الأمة.. هجرة التآمر على الشعوب ونهب ثرواتها إلى الوقوف مع الشعوب في حريتها وعدالتها والمحافظة على ثرواتها لحاضرها ولمستقبل أجيالها واستثمارها.. هجرة إبعاد وإقصاء الكفاءات إلى الاهتمام بها والاحتفاء بها وأخذ مكانها المناسب في الوقت المناسب.. هجرة أصدقاء المصالح إلى صحبة "الأعوان الأوفياء".. هجرة العقوق والقطيعة إلى البر والصلة.. هجرة التشاؤم إلى التفاؤل وإن الغد أفضل بإذن الله مع أخذ بالأسباب والتوكل عليه.. هجرة الإشاعات والتسابق إلى نشرها بالتثبت والتأكد من مصادرها الرسمية.. هجرة الرذائل والانحراف إلى التمسك بالفضائل ومسالك أهل الحق والاعتدال.. هجرة السفور والعري الساقط إلى الاحتشام الحقيقي الشرعي.. هجرة استغلال المناصب والتعدي على حقوق الآخرين إلى إعطاء كل ذي حقٍ حقه لا محسوبية ولا وساطات ولا أنا فوق القانون ولا بحكم منصبي وكرسي.. هجرة الطاغوت وأعوانه إلى الوقوف مع الحق وأهله والدفاع عنهم بكافة الوسائل المشروعة.. ألا من هجرة هادية هادفة هادئة فيها صُنَّاع الحياة الجُدد يكتبون لأمتهم معالم التفوق والبناء والتقدم والريادة والخيرية للإنسانية في جميع مساحات الحياة، يقتدون ويسيرون على خُطى صُنَّاع الحياة الأوائل رضي الله عنهم. "ومضة" الهجرة ليست مجرد ذكرى تحُفنا كل سنة، لا.. فالهجرة حركة حياة وبناء واستثمار وتغيير للأفضل بما ينفع المجتمع والأمة والإنسانية، هكذا علّمتنا الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، " ومن أراد أبواب العز فعليه أن يفقه ما يقرأ" من دروس ومعالم الهجرة التي لا تنتهي!. [email protected]