31 أكتوبر 2025
تسجيلقبل أيام مضت اقترحت على المتابعين الكرام في تويتر، بالتوقف عن التفاعل مع ما يطرحه إعلام الرباعي المتأزم، وأهمية تغيير أسلوب التعامل الإعلامي في منصة تويتر، وعدم لعب دور رد الفعل دوماً، بحيث لا نكون عرضة للاستنزاف البدني والمعنوي. وقد لاقى الاقتراح ترحيباً طيباً واسعاً وإن خالفه البعض، ما يدل على استشعار الكثيرين بأن الطرح الإعلامي لدول الحصار بدأ يتدنى كثيراً وينزل إلى مستويات غير مسبوقة من هزالة في الأفكار والموضوعات المطروحة، بحيث لا يمكن مجاراتهم فيها أو الدخول معهم في هذا الابتذال الحاصل، إلا أن خلعت عنك الأخلاق! لو أرجعنا شريط الأحداث إلى نقطة الصفر، لوجدنا أن الحملة الإعلامية وهي أساس الأزمة التي يعيشها الخليج، قامت على فبركة أو كذبة صريحة لا مجال للتشكيك فيها أو حولها. وما بُني على كذب وباطل، فلا شك أنه سيكون كاذباً وباطلاً طوال الوقت، وهذا ما أثبتته الأيام والحوادث والوقائع، التي أصبحت مادة دسمة لأي باحث أو طالب علم. بدأ إعلام الرباعي المتأزم يبني مواده على أساس كاذب، حتى كادت الآية الكريمة تنطبق عليهم بشكل دقيق في قوله تعالى (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جُرف هار فانهار به).. هكذا هو حال إعلام الرباعي المتأزم. بنى بنيانه على أساس غير صلب وعلى أرض غير سوية، بل على حافة بركان أو جبل يكاد أن يقع بعد قليل، بل هو إلى الوقوع والانهيار أقرب. بعد شهرين من الأخذ والرد، والقيل والقال مع وسائل إعلام الرباعي المتأزم، بدا لكثيرين في قطر والمحبين لها والكارهين بالفطرة للظلم والعدوان، أنه جهد ضائع لا يُرجى من ورائه خيرا، وأن الهدف من مقارعة إعلاميي دول الحصار لتبيان الحق وتوضيح الحقائق، لم يتحقق، بل كيف يتحقق وهم مع أطروحاتهم المبتذلة وسوقية ألفاظهم مستمرون، غير عابئين بأي من أخلاقيات الحوار أو العمل الإعلامي، حتى تجاوز الحد بهم إلى التخلي عن أخلاقيات الفطرة الإنسانية المعروفة في الإنسان السوي، قبل أن نتحدث عن الدين أو أخلاقيات ونُبل الفرسان، حيث إن البون شاسع بينهم وبين الفروسية وأخلاقياتها، أو الدين ورقي تعليماته وتوجيهاته ومكارم الأخلاق التي يدعو إليها.. وقد تبين أن غالبية الإعلاميين والسياسيين مجرد أدوات يتم استخدامهم بشكل ممجوج رديء، مقابل حفنة من دراهم أو دولارات خضر. لقد بات واضحاً للقاصي والداني ممن يتابع الشأن الخليجي منذ بداية الأزمة، أن الغاية عند إعلام دول الحصار، تبرر الوسائل. الأمر الذي دفعهم إلى استخدام كل ما يمكن به تشويه صورة وسمعة قطر ورموزها المادية والمعنوية، وشيطنة كل من له صلة بها. حيث لم يتردد إعلاميو الرباعي المتأزم في استخدام الأعراض والأنساب والعلاقات العائلية في حملات التشويه التي ما زالوا عليها.. بل لقد صار شغلهم الشاغل الآن، هو كيفية التأثير على نفسية ومعنويات الإنسان القطري، وإفساد الذوق العام لدى القطريين ومن يعيش معهم، وكيف يمكن سحبهم أو استدراجهم عبر هاشتاقات ضالة مضلة وفاسدة مفسدة، من أجل إجهادهم مادياً ومعنوياً. الأمور أصبحت واضحة كوضوح شمس الدوحة في رابعة النهار. الأزمة الخليجية التي بدأت في العاشر من رمضان، استمرت في التصعيد حتى وصلت الآن إلى ذروتها أو قمتها. ولأن معسكر الحصار يرى أن أي هدوء أو خفوت في حدة الأزمة ليس في صالحه، تراه وتجده يعمل باستمرار على إبقاء جذوة الأزمة مشتعلة ساخنة لا تهدأ ولا تبرد. وهذا يفسر لك اجتهادهم في اختلاق الهاشتاقات وصناعة القضايا من اللا شيء، ويجعلون من الحبة قبة ومن النملة فيل كما تقول العامة. لاحظ الخط الزمني للأحداث وقارن بين بدايات الأزمة والآن. ستجد أن جل المبررات التي أعلن عنها المتأزمون الأربعة لحصار قطر، تبخرت وتلاشت مع اشتداد حرارة وسخونة الطقس بالخليج.. فأين وتر دعم الإرهاب ووتر إيران وحماس والتدخل بالشؤون الداخلية وغيرها من أكاذيب؟ تبخرت كلها.. وهذا ما دعاهم لتأليف وصناعة قضايا ما أنزل الله بها من سلطان، يشغلون بها الشعب القطري على الدوام، يؤثرون بها على مزاجه ونفسيته لأجل مزيد من الإحباطات وعدم استقرار، والحيلولة دون الالتفات نحو الداخل.. وآخر تلكم القضايا قصة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، واستخدامه ورقة لزعزعة الحكم في البلاد، ما يثبت أن الهدف الرئيسي للرباعي المتأزم من كل هذا الفلم بقيادة السعودية، هو التحكم بنظام الحكم في قطر وتعيين من تراه السعودية الأنسب لها وتوجهاتها، ولا تخرج عن خطها! إن الدعوة لتطنيش موادهم الإعلامية عبر كافة الوسائل، وخاصة تلك المبنية على افتراءات وأكاذيب، إنما هو نوع من إماتة وإطفاء جذوة الأزمة أولاً وعدم الخضوع لما يريده إعلام الحصار، ومن ثم ثانياً البدء في توجيه الأمور بالشكل الذي نريده نحن في قطر، وليس كما يريدونه هم في معسكر الحصار. لابد أن نتولى نحن زمام المبادرة وقيادة دفة الأحداث. نحن من يجب عليه الآن صناعة الحدث وتوجيه المحاصرين إلى ما نريده وليس العكس، وهذا بكل تأكيد لن يتأتى لنا إن بقينا في دائرة رد الفعل التي رسموها لنا منذ بداية الأزمة، نسير معهم يمنة ويسرة، ومن قضية إلى أخرى. هم من يطرح ويبدأ القضية، وهم من يتوقف وينهيها كيفما شاء ووقتما شاء! وأحسبُ أننا وصلنا إلى درجة مقنعة وراسخة من الفهم والإدراك والقدرة والمهارة، على أن ندير نحن الأزمة وليس هم. فهل الرسالة واضحة؟