11 سبتمبر 2025
تسجيلالمتابع للإعلام الاسرائيلي خلال العدوان على غزة يجد انه مصاب بالارتباك والتخبط في بث الاخبار وطريقة التحليل للاحداث الجارية، وهذا يكذب مقولة "تفوق الاعلام الاسرائيلي في التعامل مع حرية التعبير والارتقاء بالاعلام" وهي مقولة كانت تردد ضمن تصنيف المؤسسات الاعلامية الاكثر شفافية ونزاهة في العالم، هذا من ناحية..ومن ناحية اخرى فان هذه الحقيقة تؤكد ايضا على ان لعبة الاعلام الاسرائيلي كانت وما زالت تستغل وسائل الإعلام لايصال رسالة الصهاينة للعالم اجمع، مفادها: انهم من شعوب العالم المظلومة والمشتتة في بقاع الارض بسبب الاضطهاد، وانهم هم اصحاب الارض الحقيقيون، بينما لا مكان للفلسطينيين على ارضهم التي يزعمون انها لهم ولاجدادهم منذ قرون مضت.الامر المخزي في اكذوبة الإعلام الاسرائيلي المفضوح خلال هذه الايام ان اغلب الحكومات وبعض الشعوب العربية تقف وقفة تأييد لاسرائيل وللإعلام الصهيوني بكل قوة، حتى إن الاعلام المصري الذي كان قبل عقود هو الافضل عربيا في توجيه النقد والهجوم اللاذع للصهاينة وجرائمهم العدوانية ضد الفلسطينيين، نجده تحول اليوم للدفاع عن الاسرائيليين وان الفلسطينيين مجرد مجموعة من الارهابيين ولديهم اجندة بهدف تحقيق بعض المكاسب السياسية كما يدعون. ** الإعلام العربي وتأييد اسرائيلوطبعا الإعلام المصري انقلب 180 درجة للتهليل للصهاينة على حساب القضية الاولى للعرب التي دافع عنها البطل جمال عبدالناصر، وجاء من بعده من ضيع الامانة وخان العهد تحت شعارات كاذبة!!.من هنا نرى ان إعلامنا العربي قد خان الامانة، وتنكر لقضاياه الاساسية بسبب تغير المصالح، واصبح هذا الاعلام المتردي يزداد وقاحة وسوءا في كل يوم، دون تحمل اية مسئولية او اعطاء اي اعتبار للمهنية والحيادية والموضوعية في رسالته!!والإعلام العربي بدا كذلك مع هذه الحرب معترفا باسرائيل كدولة مستقلة، لها كيانها وحقوقها الحرة، مع عدم الاعتراف بالفلسطينيين لانهم شرذمة من القتلة وعشاق الدماء، ولا يعلم الاعلام المصري ان الصهاينة كانوا وما زالوا هم القتلة وعشاق الدم.. ولكن تحول هذا الإعلام — بكل أسف — الى رسم الصورة التي يختارها هو حسب رؤيته الشخصية لبثها للرأي العام فيصور الظالم هو المظلوم والجلاد هو الضحية!!. ** العرب والاعتراف باسرائيليقول المهدي محمد: إسرائيل هذا الكيان المختلق في قلب الوطن العربي الكبير، شكل دائما نقطة تجاذب وخلاف بين الأنظمة العربية نفسها، حيث لم تكن محط اجماع، سواء بالقبول بها أو بالرفض على امتداد تاريخ العرب الحديث.. وقد لعبت هي “إسرائبل” على هذا التباين في المواقف، واستفادت منه أيّما استفادة، إلى أن حانت الفرصة مواتية لجني ثمار هذا الشرخ في البناء العربي، والذي لا يزال الى يومنا هذا، وما فتئ يكبر ويتسع.. أقول، بدأت اسرائيل في جني أولى باكورات التشرذم العربي، بتوقيعها إتفاقية كامب ديفيد مع أنور السادات سنة 1978 حيث أخرج هذا القرار، مصرَ من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، ووضع حدا لسياسة التوفيق بين الاعتراف بإسرائيل وبين دعم القضية الفلسطينية.. خرجت مصر ومن بعدها الأردن وتلتهما العديد من الدول العربية في إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية متقدمةوبعضها محتشما ظل خلف الأنظار. ونعتقد أن إسرائيل ما كانت لتتجرأ على ذلك لولا علمها بأن قوى الاستعمار والاستعلاء العالمي تقف إلى جانبها، وتبرر كل ما تقوم به، باعتبارها ضحية، يسعى العرب إلى إبادتها، وإلقاء مواطنيها إلى عرض البحــر.ويضيف:لكن، أكبر ما يخشاه المتتبعون، هو أن تؤسس إسرائيل لسُنّة قتل المدنيين في الحروب، ويعتاد العالم على ذلك، ليصبح بعد ذلك قتل الأبرياء من المدنيين والأطفال والنساء أمـرا مقبولا ومعتادا، مما يهدد الإنسانية مستقبلا في وجودها، تهديدا قد يُلقي بنا في أتون عوالم رهيبة من القتل والإبادة والوحشية، سيفضي بالتالي إلى نهاية الجنس البشري من على وجه البسيطـة. فـ “إسرائيل” هي الدولة الوحيدة في العالم التي بإمكانها فعل ما تشاء في الحرب،إذ لا يحكمها قانون، ولا عرف، ولا أخلاق ولا أي شيء. ** حان زجر حماس:أما الكاتب مرسي عطا الله فيؤكد على اضحوكة الإعلام الاسرائيلي في هذه الحرب الاعلامية قائلا:من يطالع وسائل الإعلام الإسرائيلى ويتابع مزاج الرأى العام فى الدولة العبرية خلال أسابيع العدوان الوحشى ضد غزة، لابد أن يصاب بالصدمة من تبلد الإحساس تجاه جرائم قتل الأطفال والنساء والشيوخ، بعد هدم البيوت والمدارس والمستشفيات على رؤوس قاطنيها، حيث لم يعد فى إسرائيل صوت يعلو على أصوات اليمين المتطرف. فلم يكن هناك فى إسرائيل سوى دق على طبول الحرب فى البرامج التليفزيونية وتسخين وتأجيج المشاعر بمانشيتات ملتهبة فى معظم الصحف، بلغت حد القول فى إحدى الصحف «حان زجر حماس» وأخرى تقول «ممنوع وقف الضرب» وثالثة يتصدرها مانشيت «رغم الألم من فقد جنودنا فإن إسرائيل ترفع رأسها عاليا». وعلى غير العادة لم تنتقد الصحف الإسرائيلية قرار قيادة الجيش بمنع المراسلين العسكريين من الذهاب إلى أرض المعركة، وارتضت جميع الصحف أن تبنى تغطياتها الإخبارية اعتمادا على البيانات والصور التى تصدر عن مكتب المتحدث العسكرى الإسرائيلى، وحتى عندما تقرر السماح للمراسلين بالذهاب إلى منطقة الحدود مع غزة بعد 18 يوما من بدء العدوان، فإنه لم يكن سماحا مطلقا بحرية الحركة وحرية التصوير، وإنما كانت هناك قيود مبالغ فيها تكشف وتعري أكذوبة حرية الإعلام فى إسرائيل.. ** وبعد:فان الحقيقة عن الإعلام كانت وستظل مرة، بل وكئيبة، بسبب التناقض في اتخاذ القرار وتنوير الرأي العام الاسرائيلي من ناحية، والعربي من ناحية اخرى.. ** كلمة أخيرة:الجيش الاسرائيلي صاحب الكلمة الأخيرة فيما ينشر من اخبار وتقارير داخل وخارج إسرائيل.. ثم يضحكون على العالم بانهم يمتلكون الديمقراطية وحرية التعبير.. كلام للاستهلاك الاعلامي فقط!!.