07 نوفمبر 2025
تسجيلبدعوة من الزميل الأخ جبر صالح رئيس قسم المذيعين بالوكالة وحضور الأستاذ الأخ محمد ناصر المهندي مراقب البرنامج العام بإذاعة قطر التأم جمع الزميلات والزملاء المذيعين يوم الخميس الماضي، وحرصت على حضور هذا الاجتماع لتوجيه الشكر والتقدير لزميلاتي وزملائي الذين وقفوا إلى جانبي في فترة مرضي وعلاجي وكان لدعائهم ومساندتهم لي في عبور تلك المرحلة الخطيرة من حياتي الأثر الكبير، وأثناء تواجدي بينهم شعرت بأنني بين أسرتي وبين إخواني وأخواتي وأهلي وعشيرتي الذين عشت معهم وبينهم أكثر من الأهل والعشيرة، ومنهم من قضيت معه ثلاثة وثلاثين عاماً ومنهم عشرات السنين ومعهم من ألتحق بالأسرة حديثاً.كم كانت فرحتي غامرة عندما التقيت بهم جميعاً في ذلك اليوم وشاهدت على وجوههم تلك الفرحة أيضاً بتواجدي معهم بعد رحلة المرض والعلاج شاهدت تلك الفرحة بعيون أخي جبر صالح وأخي محمد ناصر المهندي وإخوتي محمد الجوهري ومحمود سالم ومحمد حجازي وأحمد أنور وحازم طه وأخواتي زهرة السيد وعبير النمر وهدى المالكي وبثينة عبدالجليل ولبنى المامولي ورانيا ضاهر وتغريد هاشم وفوزية عامر وأخي العزيز عبدالعزيز محمد والأخت خلود الحميدي والأخت وضحى حسين وأختي ابتهال وهدان وأختي بدرية حسن.في تلك اللحظة وأثناء وجودي معهم انتابني شعور لا يوصف من الفرحة والألم بالوقت نفسه، فرحتي برؤيتهم مرة أخرى بعدما اعتقدت بأن مرضي سيحرمني منهم ولن أراهم وسيحرمني الموت من رؤيتهم والاجتماع بهم لكن الله سبحانه وتعالى أمد في عمري لأعيش معهم واللقاء بهم مرة أخرى.أما الألم فكان عندما تحدث الزملاء والزميلات عن جهودهم المشكورة والرائعة والمبدعة في عملهم الإذاعي وكيف يعملون في هذا المطبخ الإذاعي لتقديم وجبة كاملة وغنية بالفكر والثقافة والأدب والسياسة والاجتماع للإخوة المستمعين والمستمعات، هذا المطبخ الذي أفنيت به أعذب عمري لكني شعرت بألم شديد لأنني الآن أشعر بعجز من مشاركة هؤلاء الزملاء والزميلات في هذا المطبخ الإذاعي وقلت لهم وبدون مقدمات (شكراً لكم زملائي وزميلاتي.. على جهودكم المشكورة في هذا المطبخ الذي ترهقون أنفسكم من أجل تقديم وجبة غنية).بينما أنا أصبحت عبئاً عليكم ولم أتمكن هذه الأيام بمشاركتكم في هذا الجهد عندما أرهقني المرض.. وأصبحت آكل من وجبتكم فقط وأستلم راتبي فقط مقابل جهد بسيط لا يوازي جهدكم الكبير.. وتمنيت من الله عز وجل ورجوته أن يمنحني الصحة والعافية وأن أعود لمشاركة زملائي وزميلاتي في جهدهم بعد عودتي من أمريكا لاستكمال العلاج.هذه المرارة وهذا الألم وهذا الإحساس بالعجز وعدم القدرة كما كنت سابقاً وقبل مرضي في مشاركة أسرتي الإذاعية في الجهد والعمل دفعني إلى التفكير في حياة أغلب حكامنا العرب وكيف أنهم ورغم مرضهم ورغم عجزهم ورغم ضعفهم ورغم عدم قدرة البعض منهم على الحركة والحديث أحياناً فإنهم يتشبثون في كرسي الحكم حتى آخر رمق في حياتهم والأمثلة في وطننا العربي كثيرة ولعل من بينها ذلك المناضل والمجاهد الحبيب بورقيبة فرغم أنه أعطى لوطنه الشيء الكثير في شبابه وحتى في شيخوخته لكنه أصر على البقاء على كرسي الحكم وهو فاقد الوعي وعاجز عن الحركة حتى تمت تنحيته، وكذلك المخلوع حسني مبارك منذ استمر في الحكم رغم مرور حوالي ثلاثين عاما ورغم مرضه حتى تمت تنحيته بثورة شعبية، وكذلك العقيد معمر القذافي جثم على صدر شعبه حوالي أربعين عاما حتى تم قتله، والأمثلة عديدة وكثيرة ولا يخلو معها أي زعيم أو حاكم عربي، باستثناء سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي سلم الحكم لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه، أما ما عدا ذلك فلم نسمع بالحاكم العربي السابق.. وفقط نسمع بالحاكم المتوفى أو المقال.. أو المقتول.. رغم أن أغلبهم مصابون بالعجز والوهن والمرض.إحساس بالألم والمرارة لعجزي نتيجة مرضي مشاركة زملائي وزميلاتي الجهد والعمل وأنا موظف بسيط جعلني أتساءل وبدهشة واستغراب عن هؤلاء الحكام العرب أين إحساسهم بالمسؤولية وأين إحساسهم بتأدية الواجب الوطني والقومي، وهم يقودون شعباً بالملايين رغم عجزهم ومرضهم وضعفهم ولماذا لا يتركون للأجيال الشابة المجال لتحمل المسؤولية؟