10 سبتمبر 2025

تسجيل

مواجهة الفقر والجوع بدلا من الحروب

24 أغسطس 2011

ما تعانيه شعوب القرن الإفريقي من مجاعة تهدد الملايين من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ وحتى الحيوانات من الموت جوعا من شدة الفقر لعدة أسباب منها قلة الموارد والحروب الأهلية الطاحنة التي تدور رحاها منذ عدة سنوات هو خير مثال حي عما يشهده العالم من اتساع رقعه الفقر والجوع واشتداد حدتها بالإضافة إلى انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة وعلى رأسها الإيدز وكذلك تلوث البيئة وكل ما يرافق ذلك من آثار مدمرة على الإنسانية وحياتها جمعاء وكذلك اتساع مساحة الأمية ونقص التعليم وتدني مستواه واتساع المساحة بين الفقراء والأغنياء في العالم والاستغلال والنهب المسرف لثروات الأرض والذي قد ينبؤنا بعدم قدرة هذه الثروات لمواجهة عدد سكان العالم المتزايد وكذلك التخوف من عدم قدرة الأرض على تجديد مصادرها هذا بالإضافة إلى قضايا البيئة أيضاً وتغييرات المناخ واتساع ثقب الأوزون والأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات وانحسار الغابات وكذلك مشكلة الحصول على المياه وتآكل التربة ومشكلة إيصال الكهرباء لحوالي 2 مليار إنسان ومواجهة النمو السكاني الكثيف حيث إن عدد سكان الأرض والذي يتزايد يوميا هو التحدي الكبير والذي يجب أن يقود عقلاء العالم إلى التفكير عن الكيفية التي تؤمن لهؤلاء العيش والأمن الكريم بعيدا عن ويلات وكوارث الحروب والتمتع بثروات الآخرين بأثمان بخسة وهنا نستذكر دعوة رئيس جنوب إفريقيا في قمة زعماء الأرض " إلى ضرورة إنهاء الوضع الذي تحول فيه العالم إلى جزر للأثرياء تحيط بها بحار من الفقراء " والذي أضاف أننا نحتاج بشدة لأن نظهر للملايين أننا قادرون على القيادة وألا نقبل بقيام تجمع إنساني على أساس مبادئ بربرية مثل مبدأ البقاء للأصلح " ونضيف من عندنا الأقوى وما قاله رئيس البنك الدولي الأسبق جيمس وولفنسون أن محاربة الفقر أصبحت تمثل أولوية لضمان الأمن وتحقيق السلام في كافه أنحاء العالم " والذي أردف قائلا " لم تعد الحاجة إلى معالجة الفقر حقيقة أخلاقية ملحة فقط وإنما ضرورة اجتماعية واقتصادية فحسب وإنما محورية تشغل كل من يناضل من أجل السلام والأمن القوميين العالمين " ونورد هنا بعض الأرقام للتوضيح والتي تؤكد ما نقول حيث تفيد تقارير الأمم المتحدة بأن مئات الملايين من البشر يعيشون في فقر مدقع حيث يعيشون على أقل من واحد دولار يوميا وكذلك هناك مابين كل 10 أشخاص هناك تسعة أشخاص في 34 دولة يعيشون على 86 سنتا في اليوم مقابل 1.42 في الدول الآسيوية ومقابل 41 دولارا في أمريكا وكذلك أيضاً يعيش 2.8 مليار إنسان على أقل من 2 دولار في اليوم وفي حين يعاني أكثر من 800 مليون إنسان من سوء وشدة سوء التغذية منهم ما يزيد على أكثر من 150 مليون طفل وبطبيعة الحال فإن العالم العربي ليس استثناء من كل هذا حيث تشير بعض الدراسات إلى أن هناك ملايين من البشر هم تحت خط الفقر وكذلك في العالم الإسلامي فهناك من يقول إن أكثر من 37 % من سكانه هم تحت خط الفقر وحيث تبلغ نسبتهم إلى فقراء العالم ما يزيد على 39 % نسبة إلى فقراء العالم وهذا يعني ببساطة أن أكثر سكان العالم الذين يعيشون تحت خط الفقر هم من دول العالم الإسلامي. هذه المخاطر الحقيقية والواقعية التي تهدد الإنسان على وجه الأرض بالإضافة إلى الأطماع العدوانية في سرقه ونهب ثروات واستعباد الشعوب بفعل بعض القوى العالمية والعدوانية وعلى رأسها دوله العدوان الغاصب لأرض فلسطين والمدعومة من قبل شركائها في العدوان والظلم والطغيان إن محاولات بعض ساسة العالم والذين يدقون طبول الحرب بين فينة وأخرى وفرض الحصارات الاقتصادية هنا وهناك وتواصل سياسة القهر والظلم والطغيان في كثير من بقاع العالم وبخاصة في منطقتنا العربية هم يحاولون خلق مخاطر وخلق معارك لينتصروا بها بفعل القوة غير المبنية على أية عدل أو حتى منطق والتبشير إلى حرق الأخضر واليابس كلها دعوات وأفكار لا تخدم منطق السلم والعدل وحرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها في التحرر والعيش الكريم والأمن بدلا من إثارة الحروب والدمار والخراب في حين أن شعوب العالم وعقلاء ساستها أصبحوا يدركوا أكثر من أي وقت أن العالم بحاجه إلى التنمية ومحاربه الفقر والاستزادة من العلم والقضاء على الأمراض والعيش الأمن بسعادة ورخاء لا إلى الحروب والدمار والخراب. [email protected]