11 سبتمبر 2025
تسجيلأبناؤنا ذخيرتنا وعتادنا، حاضرنا ومستقبلنا، لا نختلف على ضرورة تأهيلهم بدنيا وعلميا بالطريقة التي تشرفهم وتشرفنا وترضيهم وترضينا، الشعب وأولهم الشباب هم من نادى بالخدمة الوطنية الإلزامية منذ بداية الحصار، وسواء اختلفنا أو اتفقنا على تسميتها خدمة وطنية أو خدمة عسكرية فأعتقد أننا نتفق أن أبناءنا من حيث المبدأ يحتاجونها وأنها كانت مطلبا شعبيا بالدرجة الأولى. الأصوات المعارضة التي تتناول إلزامية الخدمة الوطنية لمدة عام دراسي كامل لا تقل وطنية بأي حال من الأحوال عن أولئك الذين يعملون جاهدين لتنفيذ القرار الأميري رقم(٥) لعام ٢٠١٨، فالجميع متفق على مصلحة الجيل ومصلحة الوطن، الاختلاف يكمن في آلية التنفيذ، آلية التنفيذ بها نوع من التعسف الزمني من وجهة نظر البعض حيث يرون أن عاما كاملا هو وقت كثير على الخدمة الوطنية ، ويعتبر البعض الآخر توقيتها لا يتواءم ولا يراعي مسار الطالب الأكاديمي من حيث مواعيد التسجيل في الجامعات والوقت المطلوب لتقديم طلبات الابتعاث واستخراج الفيز وغيرها ، يعتبرها فريق ثالث عسكرة لعقول شبابنا المتدافعين أصلا بدون وعي للمهن العسكرية وأرضا خصبة لتغيير مفاهيمهم المدنية واستبدالها بمنطق العسكرية. لو عدنا لجذر الموضوع سنجد أننا آباء وأبناء غير راضين بالدرجة الكافية عن المستوى البدني والمهاري والعلمي الذي يكون عليه أبناؤنا عند التخرج من المدرسة، عدم الرضا هذا لا يعني ضعفا في الجيل بل يعني عقدا للعزيمة أن نقدم الأفضل لأن قطر تستحق الأفضل من أبنائها، إذا قصرت حديثي على مرحلة الثانوية فقط فنجد أن وزارة التعليم تحتكر أوقات أبنائنا ولا تقدم المطلوب لتأهيلهم، مثلا يتخرج بعض الطلاب من المدارس الثانوية بنية الدراسة في الخارج ولم يسبق له أبدا أن قدم امتحانا واحدا لقياس القدرة اللغوية مثل الأيلتس أو التوفل ، مثال آخر لا يوجد دروس للسباحة ولا دروس للموسيقى ولا أي نوع من أنواع تنمية المهارات ، زيارة واحدة من مسؤول قطري متخف في ثوب ولي أمر لإحدى المدارس الثانوية الحكومية وقت رن جرس الحصة الرابعة ستثبت له أن الطلاب القطريين يذهبون إلى الصفوف في هرولة وعدم نظام وأنهم (الطلاب) غير راضين عن الخدمة الأكاديمية والمهارية التي تقدمها لهم وزارة التعليم. أجد التقصير يكمن في النظام التعليمي الحكومي الذي يقدم الدراسة الأكاديمية على المهارات. لماذا لا يتم الدمج بين النظام التعليمي ونظام الخدمة الوطنية، نضرب عصفورين بحجر ، وقت أبنائنا يتم الاستفادة منه الاستفادة المثلى، كتحديد أيام للخدمة الوطنية للتدرب على الرماية والسباحة وغيرها من المهارات بحيث يتخرج الطالب وهو راض عن نفسه ومحقق لشروط بلده ولا ضير من إضافة شهور إضافية لخدمة ميدانية صرفة. المشاركة في العمل بهذه الطريقة ستنظم العمل وتقلل الضغط على العاملين في الميادين، وستوفر سنة كاملة من حياة كل مواطن قطري بلغ سن الثامنة عشرة. و دمتم سالمين