30 أكتوبر 2025

تسجيل

ذكرى رحيل الموسيقار عبدالعزيز ناصر .. لن ننساك حتى وقت الحصار

24 يوليو 2017

أعماله الوطنية الخالدة ما زالت خالدة ونتذكرها بفخر واعتزاز في هذه الأيام العصيبة رحم الله عاشق هذه الأرض ومن أخلص لها وأحبّها فكان وفياً لها حتى آخر رمق لم ولن ننساك يا صاحب الأيادي البيضاء في خدمة هذا الوطن .. وسنذكرك في كل عام يمر على رحيلك .. لكونك الإنسان والمبدع الذي خلَّد أجمل الألحان وأعذب الكلمات التي ألفها أيضا في حب قطر وإن قلت .. رحمك الله يا عبدالعزيز ناصر العبيدان .. يا ابن الجسرة البار وابن إذاعة قطر التي خدمت فيها لعدة عقود من خلال عملك فيها مراقبا للموسيقى والغناء .. كنت خلال ذلك أنموذجاً فريداً في الذوق والعمل الشريف والمخلص مع من حولك عبر الالتزام والإنصاف وحب الجميع . كيف لنا أن ننساك وأنت الذي كتبت أجمل أغنية وصغتها لحناً والتي يقول مطلعها : " يا قطر يا قدر مكتوب " .. وأنت كذلك من صاغ النشيد الوطني فحول الإحساس لحناً رائعاً ما زلنا نتذكره ونتذكر معه هذه اللمسات الإبداعية .. ذوقاً لن يتكرر في تاريخ الموسيقى القطرية .عبدالعزيز ناصر (1952 - 2016) لم تكن شهرته التي عرفها عنه جميع الناس في قطر وفي الوطن العربي بسبب تفوقه في مجال التلحين فقط .. بل بسبب عامل آخر قد لا يعرفه البعض ويعرفه الكثير من الأصدقاء .. وهو تمتعه بسمو أخلاقه الرفيعة وأدبه الجم منذ ريعان شبابه من خلال دماثة هذه الأخلاق وروحه المرحة وابتسامته التي لا تفارقه أبدا حتى أثناء مرضه في أيامه الأخيرة حيث كان مؤمناً بالله وبقضائه وقدره الذي كتب له .. ولم يقنط أبدا من رحمة الله.عبدالعزيز ناصر من الشخصيات القطرية التي كانت تتمتع بعزة النفس وعدم المباهاة والتفاخر بالمظاهر الخداعة .. بل كان قمة في التواضع وحب الخير للجميع وخلو قلبه من الأحقاد فكان نقي السريرة ، رقيق المشاعر والعواطف، يقدم غيره على نفسه ، ولا تهمه المادة أبداً ، ولم يتبدل أو يتغير بمرور الأيام، بل كان معدنا أصيلا لم يصدأ حتى آخر يوم في أيام عمره. كان لقائي بالموسيقار الراحل لأول مرة في صيف عام 1987 م عندما قدمت برنامجا تلفزيونيا عبر تلفزيون قطر بعنوان "الشباب والصيف" وإخراج محمد الحمادي ، حيث استشرته في الاستئذان منه بإعارة "نشيد الشباب " الذي لحنه ليكون بمثابة المقدمة الموسيقية للبرنامج ، فوافق - رحمه الله - على ذلك ، وكلنا يعرف مطلع هذا النشيد الذي يقول مطلعه " سلمت بلادي فداك الشباب ".كما التقيت به عدة مرات في بيته الخاص عدة مرات ، وجمعتني الأيام به في مبنى الإذاعة عندما تعاون معي في تقديم بعض المعلومات بعدما شرعت في تأليف أحد الكتب العلمية في التراث القطري وكان مشجعا لي بشكل كبير في السير على هذا الخط وتوثيق التراث وهو نفس الخط الذي بدأه عبدالعزيز ناصر في بداية مشوار حياته مع التلحين.كما كانت جلسته الأسبوعية في مساء كل يوم أحد بمثابة الصالون الثقافي الذي يرتاده العديد من الزملاء والأصدقاء لعبدالعزيز ناصر ، هذا بجانب الجلسة الأسبوعية في شهر رمضان المبارك، وقد حضرت جانبا من هذه الجلسات التي كانت تضم نخبة من الشعراء والمثقفين والإعلاميين، الذين كانوا يسهمون في تلك الجلسات من خلال حواراتهم وآرائهم المميزة عن المشهدين الثقافي والسياسي على وجه الخصوص.والتقيت به أيضا قبل وفاته بفترة قصيرة حين تم تكليفي من قبل متحف قطر الوطني بتوثيق النشيد الوطني برفقة الأخ الباحث محمد بو هندي .. فالتقينا به في مجلسه الخاص وكان متعاونا معنا للغاية عليه رحمة الله.من المطالب التي نتمنى تحقيقها بعد مرور سنة على رحيل ابن قطر المبدع عبدالعزيز ناصر، السعي لإطلاق جائزة وطنية تحمل اسمه في مجال التلحين أو اكتشاف المطربين الموهوبين أو الشعراء القطريين الشباب ، وهذا كله ينصب في مجال اكتشاف الكفاءات الشابة في هذه المجالات ، مما يزرع باب المنافسة والثقة بالنفس بينهم ويشجع الكثير منهم على الإبداع مستقبلا.** كلمة أخيرة :وقد شاءت قدرة الله أن تمر سنة على رحيل المبدع عبدالعزيز ناصر - رحمه الله - وقطر تعيش أيام الحصار الظالم الذي نتذكر فيه أعذب الألحان الوطنية له والتي ما زالت تردد في هذه الأيام .. لم ننساك يا عبدالعزيز .. وستبقى خالدا في الذاكرة .. وفي قلوب كل أهل قطر إلى الأبد .. ونسأل الله لك المغفرة والرحمة .. اللهم آمين.