18 سبتمبر 2025
تسجيلمن حقائق الكون التي نتغافل عنها وننساها في خضم أحداث الحياة الكثيرة المتنوعة والمتسارعة حقيقة التغيير. إذ لا شيء يدوم ويبقى في هذه الحياة، لا من تلك الجمادات والمواد التي لا روح فيها، ولا الكائنات الحية بمختلف أنواعها، وهي حقيقة ليست بحاجة لأن يشرحها أحدنا، فالكل يدركها ويفهمهما، ولكن ينساها كثيرًا. لو سألتك سؤالًا في غاية البساطة وقلت لك: هل حياتك حلوة؟ ربما سيقول أحدكم من فوره: "حياتي ليست حلوة كما أتمناها"، وعنده ما يدفعه إلى ذلك القول، سواء اتفقنا معه أم اختلفنا. وربما قائل ثان قال عكس الأول وأن حياته جميلة حلوة، وعنده هو أيضا ما يدفعه إلى التصريح بذلك، فيما ثالث منا لا إلى هذا ولا إلى ذاك. وهكذا البشر، يتفاوتون في اختياراتهم ونظرتهم للأمور، تبعًا للظروف اللحظية التي يعايشونها أو التي عايشوها ولا يزال لها صدى في نفوسهم. ما تراه اليوم في الحياة، هو نفسه الذي ربما رأيته قبل عام أو أكثر، ما تغيرت، فالقوانين الحياتية من فيزيائية أو كيميائية أو غيرها تسير بدقة عالية وانضباط عجيب لا تتغير، فلماذا نرى الأمور اليوم عكس ما كنا نراها بالأمس؟ المسألة بكل بساطة كامنة في شخصك، فإن الذي حصل هو أنك أنت من تغير أو ظروفك تغيرت أو مزاجك أو نفسيتك إلى آخره. فنحن من يتغير وليست حقائق الحياة، ومتى ما فهمت هذه الحقيقة، عرفت كيف تواجه الأمور في حياتك، وعرفت متى تسعد، وإن حزنت لأي سبب، ستعرف بناء على هذه الحقيقة مصدر الحزن وكيف يمكنك التغلب عليه. لب الحديث هو أن هذه الحياة مجموعة حقائق، نكتشفها مع الزمن عبر التجارب الحياتية التي نخوضها، أو نتعلمها من تجارب آخرين. وكلما تعمقنا في فهم حقيقة أن المرء منا هو المتغير في هذه الحياة، كلما عرفنا كيفية تسيير حياتنا نحو أخرى خالدة قادمة، ولمثل تلك الحياة يعمل العاملون ويتنافس عليها المتنافسون.