18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ما بال هؤلاء المنتمين إلى العرب ولا يفقهون حديثا، ولا يتّقون الله في أقوالهم، فذهبت عقولهم الحاقدة إلى اتهام المقاومة الفلسطينية بقتل شعبها الأعزل بسلاح جيش الاحتلال لتقلب منطق ما يجري في قطاع غزة رأسا على عقب.لم يذهب العقل العربي إلى الانتصار لأبناء قومه في هذه الحرب الضروس التي يشنها اليهود الصهاينة ضد الفلسطينيين،فالمؤشر الذي أمكن تسجيله لبعض وسائل الإعلام المرتدية السحنة واللغة العربية، كانت باتجاه الانحياز لما يصبّ في مصلحة عدو الأمّة، ومساواة الضحية بالجلاد، بتحميل المقاومة مسؤولية ما يتعرض له الشعب هناك من تقتيل وتدمير للبشر والشجر والمنازل والمدارس وغيره، وآل أصحاب الرأي من السياسيين والإعلاميين العرب إلى الانحدار الأخلاقي غير المسبوق، وهم الذين كانوا يتغنّون ليلا ونهارا بحب فلسطين، واتضح الآن أنهم يكرهون الفلسطينيين ويمقتونهم حتى الموت.بعض الفضائيات خرجت علينا بخبر مكتوب على شريطها الإخباري، في اليوم العاشر من العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، لتقول نقلا عن مسؤول في وكالة "الأونروا" أنه تم العثور على صواريخ في أحد المدارس العائدة للوكالة بمدينة غزة، مع تجهيل هوية المصدر واسم المدرسة وعدد الصواريخ ومتى وكيف، حتى أنها لم ترفق الخبر بصورة لتؤكد مصداقية ما تدّعيه. هل هذا معقول يا "العربية-الحدث" أن تقدّمي هذه الخدمة لإسرائيل لاستغلالها إعلاميا، ومبررا لها لاستهداف المدرسة ومن لجأ إليها من الناس ليحتموا بعلم الأمم المتحدة... وكيف مرّ مثل هذا الخبر وغيره على لجنة "التقييم والجودة"؟!. وهل السبق الصحفي والانفراد أسقط من مفهوم هؤلاء تحرّي الدقة والموضوعية على قاعدة حماية أبناء قومهم،أتمنى أن يتم التحقق من هذه الفرية التي من الممكن أن يكون وراءها أشخاص حاقدين على العروبة والفلسطينيين منهم. وإذا عدنا إلى الوراء قليلا،فمنذ الانقلاب العسكري في مصر، والذي يحلو للبعض تسجيله في التاريخ على أنه حركة تصحيحية لمسار ثورة يناير العام 2011، فقد أطلق العنان لسحرة فرعون أمثال مذيعي النشرات الإخبارية ومقدّمي الحوارات السياسية في فضائيات"الفراعين" و "صدى البلد" و "سي بي سي"وغيرهم الكثير، وصحف قاهرية عديدة،فخرجوا من جحورهم مجددا ليبثوا أراجيفهم وسمومهم وأحقادهم ضد المقاومة في قطاع غزة متناسين أن الفلسطينيين في هذا القطاع من الأرض المحتلة ليسوا جميعهم "حمساويون"، وهم يتمنون لو أن بحر غزة ينشق ويبتلعهم جميعا.لا تثريب على أصحاب هذا الرأي، فهي وجهة نظر مبنية على وقائع يعتقدون بصحّتها، وبعلاقة حركة حماس بما حدث خلال فترة حكم الرئيس المصري السابق محمد مرسي وما بعده، ولكن أليس من الواجب القومي تجميد هذه الخلافات، وتأجيل تصفية الحسابات الضيّقة لأجل القضية الفلسطينية، والصراع الدائر حاليا في القطاع،وبالتالي التصدي إعلاميا عبر الخبر والصورة والكلمة لتلك المجازر التي يقترفها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.أعتقد أن هذا هو الموقف العربي النزيه والمسؤول، ونحن بحاجة إلى "القلم المصري الشريف" لمعرفتنا بمدى تأثيره على الناس، وندرك أن هؤلاء "المترزّقين المترفين"لا يمثلون شعب مصر، والمثل الشعبي العربي يقول: "أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب"، ولنأخذ عبرة ودرسا مما يكون عليه اليهود الصهاينة في حالة الحرب، وحتى من يصنّفون بدعاة السلام منهم، يتناسون خلافاتهم ويتّحدون ويقفون مع جيشهم وإجرام حكومتهم المحتلة. وإلى الخميس المقبل.