12 نوفمبر 2025

تسجيل

لغتنا العربية وضرورة التوسع في نشرها (2)

24 يوليو 2014

وتشاء العناية الإلهية أن تتهيأ الأسباب التي تجعل من لغة قريش لغة أدبية لعرب الجزيرة كلها، وهي أسباب دينية وسياسية واقتصادية وثقافية، وقد أتاحت زيارة العرب لمكة المكرمة في المواسم، الفرصة للقرشيين أن يقفوا على اللسان العربي كله، وأن يقتبسوا منه ما حلا لهم وما راق ذوقهم المرهف.وقد عمق ذلك رحلاتهم التجارية واسعة الانتشار، وأهمها رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام، ويتعلق بالالتقاء في المواسم والأسفار الالتقاء في أسواق العرب التي كانت أسواقا أدبية، إضافة إلى كونها أسواقا اقتصادية.وبسبب القرآن الكريم ومنزلته الرفيعة ارتفعت اللغة العربية إلى الدرجة التي لا تدركها الأبصار وقد تحدى القرآن الكريم الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، فكان العجز ديدنهم. قال تعالى: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" الإسراء (88).إن عجز قريش التي هي مَن هي في مجال الفصاحة أمام تحدي لغة القرآن الكريم ليعد اعترافا بالعجز بشأن الإنسانية جمعاء. ولله در الشاعر الذي أشاد باللغة العربية التي وسعت كتاب الله لفظا وغاية، وصاغته فكرا معجزاً، بنظمه هذه الأبيات: نزل الكتاب بها فصارت وحدها قدسية القسمات والأسماءعرضته في لفظ بهي ساحـــر وجمال إيقاع وحسن أداءصاغته فكرا معجزا متألقـــا خرّت لديه أكابر الفصحاء