13 سبتمبر 2025

تسجيل

احتكار الأسهم في البورصة

24 يوليو 2011

تمتاز الشركات المساهمة العامة عن غيرها بأن أسهمها قابلة للتداول في البورصة وبأن المستثمرين والمهتمين قادرون على معرفة الأسعار السوقية لهذه الأسهم لحظة بلحظة وساعة بعد أخرى وهذه التميز غير متوافر في أية استثمارات أخرى حيث يحتاج الأمر لمعرفة قيمتها السوقية إلى لجان تقدير وخلافه , وكل هذا يحتاج إلى وقت ليس بقليل. ومن هنا فإن البورصة توفر للمستثمرين مزادا يوميا للبيع والشراء للأسهم بمنتهى اليسر والسهولة وبطبيعة الحال تلعب عوامل عديدة في أن تحفز البعض لاقتناء وشراء وتملك سهم معين حتى وإن كان بسعر أعلى مما يعتبر معقولا ومناسبا في وقت معين ومن هذه العوامل: أولا: هو معرفه هؤلاء المشترين بخبايا الشركة من خلال مواقعهم فيها أو من خلال التسريبات من داخل الشركة وبالتالي تكون لديهم معلومات خاصة لا يمتلكها جمهور المستثمرين الآخرين وبالتالي يعملون على شراء كل الأسهم المطروحة للبيع عندما تكون الأسعار في أدنى سعر للاستحواذ بأكبر قدر من الأسهم في الشركة. ثانيا:- وقد يكون أيضاً من أهدافهم هو الاحتكار لهذه الأسهم من أجل التأثير المستقبلي على الأسعار بما ينسجم مع مصالحهم الخاصة ومن هنا يمكن رصد بعض من هذه التصرفات والنوايا التي تعتبر غير مقبولة في أعراف وقوانين البورصات ومثال ذلك إقدام البعض لتسجيل طلبات شراء لسهم معين أو أسهم معينة وتقديمهم لبعض الإغراءات لمن يملكون هذه الأسهم بأن يعرضوا سعر شراء بأعلى مما يعتبر معقولا أو موضوعيا مما يغري بعض المالكين لهذه الأسهم للركض وراء بعض المكاسب الآنية والسريعة ومن هنا يقوم هؤلاء المشترون شراء كل الكمية المعروضة للبيع مما يقلل العرض على حساب الطلب وذلك بانتظار الفرصة المناسبة لهم إما للاحتفاظ المستقبلي لهذه الأسهم من أجل الاستفادة المستقبلية من عوائدها وأرباحها أو من أجل إعادة طرح هذه الأسهم للبيع مرة أخرى لكن وفق الأسعار التي يحددونها في ظروف معينة يساهموا في العادة في التأثير فيها بطريقه أو أخرى. ثالثا:- وقد يكون هدف البعض شراء كل الأسهم المطروحة للبيع وذلك بهدف التحكم بأكبر عدد من الأسهم في هذه الشركة وذلك بهدف السيطرة والتحكم بأعمال الإدارة والشركة مستقبلا. رابعا:- وقد يهدف البعض إلى جمع وشراء أكبر عدد من الأسهم إلى نشر الشعور بان أسهم هذه الشركة مطلوبة وبالتالي التأثير على أسعار أسهمها وبطبيعة الحال سيعمل جاهدا سواء منفردا أو بالاشتراك مع آخرين لهم ذات المصالح إلى بث ونشر كل الدعاية والإشاعات التي تؤثر على رغبه المشترين لتحريكهم لبدء تسجيل طلبات الشراء ومن هنا تكون الفرصة قد أتيحت بشكل جيد ومناسب لهم لأن يبدأوا في طرح ما لديهم من أسهم للبيع وبالسعر الذي يحددونه بعيدا عن واقع الحال ومنطق العدالة والقيمة الواقعية للسهم وبعيدا عن التحليل والدراسة ومن هنا فإنهم يبدأون في تحقيق أعلى المكاسب والأرباح نتيجة هذه التصرفات المصطنعة وغير القائمه على الموضوعية. وتعمل القوانين والأنظمة لعمل البورصات وشركات الوساطة على الحد من هذه التصرفات الضارة والتي لتخدم إلا جيوب البعض والذين لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة وذلك من خلال نشر وتحليل المعلومات عن الشركات أولا بأول ويبقى من واجب المستثمرين أيضاً قبل اتخاذ أي قرار بأن يطلعوا ويحللوا وأن يستعينوا ببيوت الخبرة والمعرفة قبل اتخاذ أي قرار وبذلك يتم التقليل من هذه التصرفات وآثارها الغير مقبولة وغير المتفقة مع أعراف وأصول العمل في البورصات.