19 سبتمبر 2025

تسجيل

عندما نفقد عزيزاً

24 يونيو 2020

تبقى الحياة هي الحياة بتقلباتها التي تحدث طوال أيام السنة بحلوها ومرها، بخيرها وشرها.. فقد تدخل السعادة في نفوسنا أحياناً وقد تدخل الحزن في كل بيت أحياناً أخرى. ومنذ بدء الخليقة والبشر في تغير مستمر وفي انعكاس ليس له ثبوت أو استقرار.. وكما يقولون: "دوام الحال من المحال".. أو كما جاء في المثل الشعبي الشائع: "الموت ما عنه فوت". وبالأمس القريب فقدنا عزيزاً على قلوبنا.. لم يتعد عمره سن الثانية والخمسين ربيعاً.. شاب في عنفوان وعز العطاء.. لم يمهله العمر طويلاً بعد أن أصيب بمرض عضال أقعده الفراش وانتقل إلى جوار ربه راضياً مرضياً بما قسمه الله عليه في هذه الحياة. إنه الفقيد الشاب محمد بن ناصر بن سلطان آل طوار الكواري الذي أحبه البعيد قبل القريب وكل من عرف سجاياه وخصاله الحميدة.. شاب عرف بمحبته في نفوس كل من عاشره.. وعرفته إنساناً هادئاً.. قليل الكلام.. لا يتحدث إلا بما هو مفيد ومثرٍ للنقاش.. وبحكم القرابة التي تربطني به والزمالة التي امتدت إلى سنوات طويلة لم أسمع عنه إلا كل خير.. وهكذا كان محمد بن ناصر عليه رحمة الله. بقي أن نعرف أن الخصال الطيبة قد ورثها الفقيد محمد من والده الشهم والكريم ناصر بن سلطان بن ناصر آل طوار الكواري الذي فقدته قطر في أواخر السبعينيات إثر حادث مروري أليم.. وأذكر يوم وفاة ناصر أن رحيله نزل كالصاعقة على كل من كان يحبه ويعرف معدنه الطيب.. خاصة أنه كان ذا مكانة مرموقة من بين أفراد أسرته، حيث أصبح من رجالها المعدودين في تلك الفترة مع الإشارة إلى أن الجد الأكبر لآل طوار هو رجل السخاء وتاجر اللؤلؤ الشهير ناصر بن شاهين طوار الكواري أبرز تجار وملاك سفن الغوص في قطر والخليج في بداية القرن المنصرم عليه رحمة الله. كلمة أخيرة: رحم الله الشاب محمد بن ناصر بن سلطان آل طوار الكواري الذي عاش في الفترة ما بين (1968 - 2020).. وكان خلال حياته شاباً عفيف اللسان ومتميزاً بأخلاقه الرفيعة وسجاياه النادرة التي اقترنت به وبأشقائه ووالده من قبل.. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.. لله ما أعطى ولله ما أخذ. ‏[email protected]