19 سبتمبر 2025

تسجيل

قمة التفاعل

24 يونيو 2019

استوقفت عند مؤتمر «قمة التفاعل» وإجراءات بناء الثقة في آسيا، الذي عقد مؤخراً في مدينة دوشنبه عاصمة طاجيكستان، وهنا لا أتحدث عن هذه القمة، لكن نتفاعل مع عنوان هذا المؤتمر الإيجابي في واقعنا، فكم نحن جميعاً بحاجة أكيدة وملحة في أن نتفاعل مع حركة الحياة بإيجابية كما أرادها الله سبحانه وتعالى لنا، وما يحوطها كذلك من سلبيات، لنغير ونتغير ونتفاعل، ليكون الإنسان في أحسن حال، عطاءَ وثقة.. ونهضة وصناعة حضارة مجتمعية إنسانية يعم خيرها على الجميع. فكم تحتاج مجتمعاتنا أن يتفاعل الحاكم مع شعبه بحرية وعدالة وأمن وأمان، وحياة كريمة لكل من يعيش على تراب أرضه، كما تفعل ذلك غالب الدول المتحضرة مع شعوبها وكل من يعيش على أرضها، وبناء ثقة ناضجة، فالشعوب سهل ان تُحب من يقودها إذا تفاعل معها التفاعل الحقيقي القائم على الثقة والمحبة والوقوف معها في جميع شؤونها، ولا يظلمها ولا يصادر حقوقها كل حقوقها. وكم نحن بحاجة في أن يتفاعل المسؤول الأول في وزارته مع ما يتحدث به ويطلبه أفراد المجتمع من خلال منصات التواصل الاجتماعي، أو عن طريق الوسائل الإعلامية الأخرى المعتادة، وألا يتخذ إستراتيجية «التطنيش» أو إستراتيجية «أنا أفهمكم».. و»أنا أعلمكم». وكم نحن بحاجة في أن يتفاعل المسؤول عن إدارته ومع موظفيه، في حقوقهم ويسأل عن واجباتهم الوظيفية، ويجتمع معهم ويكون قريبا منهم، فالعمل المؤسسي تفاعل ومسؤولية. وكم نحن بحاجة في أن يتفاعل الموظف مع وظيفته التفاعل الحقيقي. وكم نحن بحاجة إلى قمم تفاعل إنسانية حقيقية فاعلة، تعيد للإنسان أي إنسان فرحته وابتسامته وأمنه وأمانه وعيشه الكريم على أرضه وفي موطنه، واحترام مبادئه وثوابته وقيمه وأخلاقه المعتبرة، دون أي تدخل من دول تدعي بأنها راعية السلم والسلام والحرية والعدالة والديمقراطية، فإذا هي بعيدة كل البعد عن هذه المعاني الإنسانية. وكم نحن بحاجة في أن تتفاعل دول مع دول أخرى في احترام الجوار، وعدم التدخل في شؤونها ولا تفرض شروطها على الغير، إلى متى هذا الكبر والعنجهية والاستبداد والتسلط على قيمة التفاعل مع الإنسان. ◄ «ومضة» ولنا نتذكر ونذكر الجميع بالكلمات المؤثرة والحية لحضرة صاحب السمو الأمير - يحفظه الله- «اللهم اجعلنا من الذين تحبنا شعوبنا ونبادلها حبا بحب»، في جملة استشهاده بحديث رسول صلى الله عليه وسلم معلم الناس الخير والإنسانية الحقيقية الفاعلة، «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم». [email protected]