19 سبتمبر 2025

تسجيل

الصوم... والإقلاع عن التدخين

24 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شهر رمضان الكريم بما يحمل من رسالة عملية تربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل، هو مناسبة قيمة للتخلي عن العادات السيئة،والسلوكيات البشرية الضارّة ،فهو بمثابة ثورة تصحيح على جميع المسارات الحياتية، وهو فرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها من الفوضى والرتابة والجمود لمن أراد ذلك.كما يُعَدّ شهر رمضان اختبارًا عمليًّا يتعلّم المسلم كيف يهذب من تصرفاته وأفكاره، ويعيد النظر في بعض ما آلفه من عادات ، كذلك تقوية الإرادة الذاتية، وحسن المراقبة لله في كل الأعمال.والتدخين من الأمور التي لا يُقِرّها الدين، فضلاً عن العقل السليم، والتدخين فيه من الأضرار ما لا يُعَدّ ولا يحصى على الصحة، والنفس، والمال،وقد أكدت الأبحاث العلمية أن هناك علاقة وثيقة بين التدخين وكل من سرطان الرئة ،وأمراض تليّف الكبد،وأمراض الشريان التاجي والذبحة الصدرية وسرطان الفم، والبلعوم، والحنجرة، وأمراض أخرى عديدة. ويغتنم البعض من المدخنين ،السجائر أو النرجيلة أوالشيشة ،ومن أنعم الله عليهم ،فرصة صيام شهر رمضان للإقلاع عن التدخين الذي ينخفض نسبة الاقبال عليه في الشهر الفضيل ،والبعض الآخر من المدخنين تزداد قناعتهم بأنه مضر بالصحة .الصوم في رمضان من أفضاله غير الظاهرة أنه شهر يمنح المدخنين فرصة للتخفيف من التدخين في الأشهر اللاحقة،وربما تقوية الإرادة للإقلاع عن هذه الآفة السامّة نهائيا ،ولربما أيضا ينتبه لنفسه فيشعر بالخطأ لأنه ينفق على شراء السجائر ،أو أن يدفع أموالا من دخله على مزاج الكيف وهو النرجيلة أو الشيشة ، وكان يجب أن تنفق على احتياجات عائلته .التدخين مهلكة للصحة وللمال ،ومضر حتى للاشخاص الذين لا يدخنون ،ولكنهم بحكم جيرتهم للمدخنين في العمل أو في البيت، إلا أن السهرات الرمضانية تجعلهم يواصلون التدخين،بحيث يعوضون فترة الانقطاع عن التدخين . يقول مدخّن سابق ،أنعم الله تعالى عليه بالاقلاع عن التدخين بتقوية ارادته ،أن شهر رمضان المبارك ، كان عام خير وبركة عليه عندما بدأ المحاولة بالامتناع عن التدخين مع بداية الشهر الفضيل ، وكان يحرص على تدخين سيجارة عند بدء الإفطار ويستمر بالتدخين حتى موعد السحور،يقول : ومع مرور أيام الشهر المبارك من الامتناع وجدت نفسي قادراً على ترك التدخين بعد أن كنت استهلك ثلاث علب سجائر يومياً .ويبيّن قائلا،إن الارادة هي العامل الرئيس في الإقلاع عن التدخين إلى جانب الوعي بمضاره والكلفة الاقتصادية المهدورة .شهر رمضان هو شهر التقوى،أي الابتعاد والوقاية من المعصية، فالتدخين بأنواعه وأشكاله يعدّ معصية بإجماع علماء المسلمين ، لأنه يسبب للإنسان المرض ويهدد صحته في الوقت الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "صوموا تصحوا"، لذلك فإن المقصد الشرعي من الصوم هو الطاعات والامتناع عن أي معصية كانت. شهر رمضان المبارك يهذب النفس والسلوك الإنساني، لكن كثيراً من الصائمين المدخنين تتغير سلوكياتهم سواء أثناء الصوم أو بعده بسبب تأثير التدخين، فيستوجب عــلــى المــدخــن تــجــنــب الــــذهــــاب لــلــمــقــاهــي، والمــجــالــس الـــتـــي يـــــزداد الــتــدخــين فــيــهــا، والــتــوجــه إلــى المسجد لــقــراءة الــقــرآن، وأداء صلاة التروايح إلى جانب الفروض الخمسة. واذا كان الشهر الفضيل يمنع الانسان المدخن ساعات طويلة في أثناء الصوم ، فلماذا لا يقلع المدخنون عن هذه الآفة وهذه المعصية؟ حقا ،إن الأجواء الرمضانية أكثر ملاءمة لترك التدخين نهائياً ، فالأجـواء التي تتوافر في شهر رمضان المبارك، تساعد المدخـن على تـــرك هذه العادة السيئة ،بالاقتناع وبالإرادة الــتــي تــولــد الـعــزيـمـة الـكـافيـة عـلى ترك الــتــدخــين ...يتبع.