12 سبتمبر 2025

تسجيل

نجيب الكيلاني (2-2)

24 يونيو 2016

في السنوات الأخيرة قفز الكيلاني قفزة فنية هائلة حين انتقل إلى رصد الواقع المعاصر ومعالجته روائياً، فيما يمكن أن نطلق عليه (الواقعية المصرية الإسلامية)، وهي مختلفة بلاريب عن الواقعية الأوروبية (الاشتراكية والانتقادية) لأنها محكومة بروح الدين الإسلامي وعدالته وغير منحازة لطبقة أو فئة، إنها واقعية تنحاز إلى الحق وإلى الإنسان الذي كرمه الخالق سبحانه، وفي هذه القفزة يعالج الكيلاني قضايا المجتمع من خلال الظواهر الطارئة الغربية التي طرقت على أهله وناسه، والقيم العادية التي استحدثت فأفسدت النفوس والعقول والقلوب وجعلت المقايس الاجتماعية تبتعد عن تحقيق العدل والحرية والتسامح والرحمة. لقد كتب نجيب الكيلاني طائفة من الروايات الجميلة التي تستبطن الواقع والإنسان معه في رؤية مصرية إسلامية نقدية وأسلوب متميز، استطاع أن يعتمد على السرد الحي، والحوار الشفاف محققاً ربما لأول مرة.. قدرة فريدة على تضمين الحوار الروائي آيات قرآنية دون أن يشعر القارئ بالتكلف والافتعال ومن هذه الروايات: 1- اعترفات عبد المتجلي 2- أهل الحميدية 3- مملكة العنبولنتكلم بشئ من الإيجاز الشديد عن رواية مملكة العنب، كنموذج من النماذج التي يمكن أن نطلق عليها القصة القصيرة العربية الإسلامية الحديثة، بكل عناصرها الفنية والموضوعية.تدور هذه الرواية حول فتاة ريفية زكية جميلة (غير معروفة الوطن) أي أنها ربما تكون من مصر أو تونس أو سورية... مات أبوها بعد أن نالت الشهادة الإعدادية وترك لها قطعة أرض زراعية، فخرجت هذه الفتاة (براعم) إلى الحقل تزرع وتحصد، وتنفق على بيتها الذي يضمها مع أمها المريضة وأختيها الصغيرتين، تفتق ذهنها عن فكرة تطوير الزراعة ليزداد مردودها، فبدأت تتحول من زراعة الحبوب والقطن إلى زراعة العنب، ونجحت فكرتها وربحت كثيراً مما جعل الفلاحين يقلدونها .. وأصبحت بذلك زعيمة الفلاحين... هذا وبالله التوفيق