29 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جاء قرار سمو الأمير المفدى بإنشاء مكتب الاتصال الحكومي في وقته المناسب إذ أنه يواكب النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة في جميع قطاعاتها، بالاضافة الى التحول المؤسسي الذي بات يحكم القرار التنفيذي في كل مستويات أجهزة الحكومة ، وتجب الاشارة هنا الى النجاحات المرموقة التي حققتها القيادة القطرية في الانفتاح على العالم الخارجي مما جعل للموقف القطري أهميته على الساحة الدولية ، ولا شك أن التحديات التي تحيط بالعالم اليوم تتطلب توافق الرؤى وتنسيق المواقف وتقديم الردود الموضوعية الفعالة التي ينتظرها الاخرون في أنحاء العالم المختلفة، خاصة وأن العالم أصبح قرية صغيرة في ظل التقارب والتواصل والتفاعل والمصالح المشتركة بين الدول والشعوب. وحدد القرار الأميري واجبات المكتب بما يدعم سياسات الدولة ويضمن فعالية وقوة الأداء الاعلامي الرسمي للدولة. وللمكتب عدد من الاختصاصات من بينها التنسيق مع وزارة الخارجية وغيرها من الجهات الحكومية بشأن توحيد الرؤى والمواقف حيال ما يتعلق بالدولة وسياستها في الخارج، وتعزيز العلاقات الإعلامية مع مختلف وسائل الإعلام على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مما يعني أن الاتصال الحكومي أصبح يعتمد على سياسات منهجية وعلمية ومؤسسية تنبع من أهمية الاتصال الاستراتيجي في عالم اليوم ، لذلك أرى أن هذا القرار يمثل سبقا لبلدي الحبيب على مستوى المنطقة لأن مكتب الاتصال بهذا المعنى لم يعد موازيا لمفهوم الناطق الرسمي للدولة بمفهومه التقليدي القديم فقط بل أصبح مؤسسة إعلامية حكومية محكومة بفلسفة إدارية وسياسية وقدرات وتنسيق مواقف مع بقية مؤسسات الدولة الفاعلة في صناعة الأحداث.ولم يكن مثل هذا القرار مفاجئاً في ظل التطور المؤسسي لكافة مؤسسات الدولة ومجالاتها المتنوعة على مستويات التشريع والتنفيذ والادارة خاصة وان مثل هذا المكتب سيتيح قدرات كبرى وفعالة في المتابعة والتنسيق فيما يخص الاعمال اليومية للاجهزة الحكومية ومدى تطابقها مع الافكار المطروحة التي تتطلب الوقت والجهد الكبير للوصول الى الغاية المطلوبة التي رسمتها الدولة.ويكفي للتأكيد على أهمية انشاء مكتب الاتصال الحكومي، الأثر الذي أحدثه خلال فترة وجيزة بعد تأسيسه حيث أصدر تصريحين في غاية من الاهمية ردا على الحملات المغرضة ضد قطر الخير ووجدت تلك الردود تجاوباً على المستويات المحلية والاقليمية والدولية. مما يشير إلى أهمية وجود الصوت الحكومي الرسمي وفي الوقت المناسب لأن الآلة الإعلامية العالمية تسىء لسمعة الدول التي يغيب صوتها مهما كانت مواقفها ايجابية وصحيحة. لقد تابعت ردود أفعال الاعلام الدولي على التصريح الأول لمكتب الاتصال الحكومي الذي يتعلق بهيئة الاذاعة البريطانية الـ بي بي سي وعملية احتجاز صحفي لتعديه على الملكية الخاصة ، ومخالفتهم للقانون في دولة قطر كما هو معمول به في معظم بلدان العالم ، فيما كان التصريح الثاني بشأن مقالة بصحيفة الواشنطن بوست الامريكية حول توقعها وفاة نحو أربعة آلاف عامل من الان ولغاية اقامة كأس العالم 2022 ، وجاء رد المكتب ان العمل في مواقع البناء لمشاريع كأس العالم لكرة القدم المقرر عقدها هنا في الدوحة يسير حسب ما خطط له وقد تم إنجاز حوالى خمسة ملايين ساعة عمل بدون وفيات . وبذلك كانت ردود مكتب الاتصال الحكومي شفافة لاتحتمل الشك وفيها من الادلة والبراهين مايثبتها. إن الرؤية الثاقبة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في كل مايهم الدولة ويرفع من مكانتها في جميع المحافل الدولية لهو الهدف المنشود الذي يضعه سموه نصب عينيه. كما ان توجيهاته الكريمة لمعالي رئيس مجلس الوزراء في متابعة جميع مايخص الوطن والمواطن ويدعم مؤسسات الدولة في ظل التوجهات الرشيدة لدولتنا . وهذا ما قد أشرت إليه في مقالة سابقة لي بشأن جهود الشيخ عبدالله بن ناصر رئيس مجلس الوزراء ومتابعته المستمرة والمباشرة لسير العمل اليومي حيث إن معاليه معروف عنه المتابعة الدقيقة والتخطيط المنهجي والحرص والمثابرة على انجاز المشروعات بأعلى المعايير ، وتعد اضافة هذا المكتب لمعاليه خطوة موفقة تعزز مكانة المكتب وتضمن له القوة والنجاح.ومن مزايا تأسيس مكتب الاتصال الحكومي أنه سيضع العلاج الناجع لبعض المتطلبات الإعلامية ومن بينها أننا لاحظنا في الفترة الاخيرة أن بعض ردود الدولة وتصريحاتها على بعض الاحداث بالتأييد أو الادانة لاتصدر إلا من خلال مصدر مسؤول مما يقلل من قوة الرسالة الاعلامية.ومن هنا فان انشاء مكتب الاتصال الحكومي يعتبر نقلة نوعية باتجاه إعلام مؤسسي يواكب رؤية الدولة العصرية ويكون على مستوى الدور الذي تقوم به دولة قطر وتأثيرها محلياً وإقليمياً ودولياً.