13 سبتمبر 2025

تسجيل

خمس سنين في مدينة النبي الأمين (7)

24 يونيو 2015

كان توقفنا في المقال السابق عند وصولنا لمزرعة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ صحبة الشيخ بن طويان الدكتور عبد العزيز الصالح والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل ثاني ، وقد أخذ الشيخ بن طويان يذكر أنواع النخيل المغروسة في المزرعة والتي أجودها عند الناس تمر العجوة الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم ، وتمر الرونانة وغيرهما.وبعد أن أخذنا الشيخ في جولة في المزرعة أدخلنا المجلس لشرب القهوة بعد أن قدم لنا التمر مع الطحينة كما هي عادة الشيخ في ضيافته، ثم شرع الشيخ في شرح أول درس من كتاب الزاد وهو باب المياه من كتاب الطهارة حيث تناول أنواع المياه وتعريفها وحكم كل نوع، وبعد أن تناولنا العشاء مع الشيخ نصحنا الشيخ الطويان بشراء شروح الزاد كالروض المربع والشرح الممتع وذلك للتحضير قبل حضور الدرس، وقد وجدنا لنصيحته فائدة كبيرة حيث لمسنا الفرق الكبير والفائدة الجمة للقراءة والتحضير قبل الدرس.وكان مما قدم لنا بعد العشاء لبن الإبل في أوانٍ ـ طاسات ـ قدم لكل منا واحدة ، وبعدها تهيأنا للعودة للمدينة حيث قمنا بإيصال الشيخين لمنزليهما المتجاورين بحي الفيصلية عند مسجد البلوي ، ومن ثم عدنا للبيت للنوم والراحة لنبدأ يوما جديدا بمدينة الحبيب عليه أكمل الصلاة والسلام.في اليوم التالي بعد أن أن استقيظنا على أذان الفجر وتوضأنا انطلقنا للحرم وصلينا صلاة الصبح وعدنا بعد الصلاة للبيت لتناول الفطور والاستعداد قبل الذهاب للجامعة والتي تقع بوادي العقيق، وعند وصولنا للجامعة كان هناك عدد كبير من السيارات عند بوابة الجامعة الكبيرة إلا أننا ـ ولله الحمد ـ وجدنا موقفا مناسبا لسيارتنا أمام كلية الشريعة ـ والتي كانت ولا تزال أم الكليات ـ ، وبعد دخولنا للكلية توجهنا إلى قاعة المحاضرات التي كان بحوزتنا رقمها حيث سيقام الدرس والذي لا زلت أتذكر ملامح الشيخ بوقاره وهيبته وهندامه الحسن وقد بدأ يتحدث عن مقرره وهو كتاب الطهارة من بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد الحفيد، وقد قام بتوزيع نسخ من المقرر قام بتصويرها على حسابه الخاص، وبعد أن بدأ الدكتور بالتعرف على الطلاب أدهشني ذلك لأن طلاب الجامعة الاسلامية من جميع أصقاع الأرض بأبيضهم وأسودهم وأحمرهم لا يجمعهم إلا العلم والدين. وكان الدكتور يسأل عن مذهب كل بلد وعندما جاء دوري وبينت أن أهل قطر حنابلة المذهب تعجب الدكتور وقال ظننتكم مالكية كما هو في الدول المجاورة لكم!!والحقيقة أن أهل قطر كانوا في الغالب مالكية المذهب وقليل من الشافعية والحنابلة حتى جاء الشيخ قاسم ونشر المذهب الحنبلي والذي توسع انتشاره بعد مجئ الشيخ ابن مانع إلى قطر حيث تحول أغلب الناس إلى المذهب الحنبلي نتيجة لتأثير المدرسة الأثرية والتي أسسها ابن مانع في الدوحة.وبعد انتهاء المحاضرة وخروج الشيخ وبعد أن كنت أفكر في اسمه عرفت أنه الشيخ عبد الرحمن ، ابن كبير علماء المدينة الشيخ عبد العزيز بن صالح ـ رحمه الله ـوفي المحاضرة التي تلتها دخل القاعة أستاذ تاريخ التشريع وكان شابا متضلعا من العلم وهو الشيخ عبد العزيز الزهراني ابن الشيخ العبادة مدير الجامعة الأسبق ، وكان مقرره غزير الفائدة يمليه من حفظه يستحضر المسائل بفروعها وأقوال العلماء فيها وهو ما أدهش جميع الطلاب.