31 أكتوبر 2025

تسجيل

اضبط عقلك !!

24 يونيو 2014

مواقف حياتية متعددة تجدنا نتفاعل معها أيحاناً بصورة فيها الكثير من الجهد والتعب، المادي والمعنوي، وهي في حقيقة الأمر قد لا تستحق التوقف عندها دقائق معدودة، لأن تبعاتها ونتائجها الضارة السلبية أكثر مما تحصى، وكلنا في غنى عن أي متاعب جسمانية أو روحية. حاول أن تتخيل نفسك في موقف حياتي من تلك التي نتحدث عنها، وقد استشاط بك الغضب من أمور معينة في ذاك الموقف.. تخيل كيف ستكون هيئتك وصورتك وأنت غاضب فائر متهور، وتخيل منظرك أو هيئتك أمام الناس حينها، بل ماذا عسى أن يقول الناس عنك في الوقت ذاك.. لا شك أنك لن ترضى ما سيقولون عنك وهذا هو المنطق الطبيعي. حاول أيضاً أن تتخيل الوضع المعاكس حين تضبط أمورك وأعصابك، وتتحكم بالموقف وتكون أنت المسيطر والمتحكم بزمام الأمور، وليس الموقف من يحركك أو يوجهك، بدفع رباعي ثقيل من الشيطان وحزبه.. لاشك أن الموقف سيكون قمة في الروعة ، فيما هو الخذلان ذاته بالنسبة للشيطان وكذلك من يهمهم خسارتك في الموقف. إن مثل هذه التخيلات والتصورات الايجابية لسيناريوهات مواقف حياتية متنوعة، وقت الراحات والهدوء النفسي أو الفضفضة الاسترخائية، من شأنها أن ترسل رسائل ايجابية على شكل حقائق للعقل اللاواعي بأن يكيّف الجسم ويهيئ العقل الواعي للتصرف بهدوء وحكمة في أي موقف حياتي شبيه قد يقع مستقبلاً فيه إثارة سلبية. وجود العقل بثقله ومكانته ووعيه في مواقف مثيرة سلبية، مع السيطرة عليه بالطبع وعدم السماح بأفكار مثل رد الصاع صاعين، من شأن هذا الوجود أن يؤدي إلى تهدئة الأوضاع بسرعة، والتوصل إلى حلول حكيمة ترضي الأطراف المتشابكة أو المتنازعة كلها. لابد في أي موقف حياتي متشابك متوتر أن يكون أو يبادر أحد الطرفين باستخدام عقله حتى تسلم الجرة من الكسرة، فإن غياب العقل عن الطرفين وغلبة العناد حينها، تعني الفوضى وما شابهها من نتائج وتبعات غير محمودة البتة، فيما وجود عقل واحد على أقل تقدير له أثره ودوره في ضبط الأمور أو حياديتها، ووجود عقلين بالطبع هو النموذج الأمثل الذي نبحث عنه. مثل هذا التصرف وهو الاحتكام إلى العقل وقت الأزمات هو ما كان معروفاً عند الأنبياء ومن بعدهم الحكماء، وعلى رأسهم سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وغالبية صحبه الكرام.. وهم نماذج للاقتداء اصلح في كل زمان ومكان.. والأمر لك لتقرر.