11 سبتمبر 2025

تسجيل

مصر التي في خاطري وفي فمي

24 يونيو 2013

نناشد عقلاء، وحكماء، ونبلاء مصر، وكل من يخاف على مصر، ويقلق على أمن مصر أن يفعل شيئاً لوقف مجزرة حقيقية يوم 30/6، سيسقط فيها المزيد من الضحايا.. خطأ فادح أن نراهن على أن المليونية سلمية، أو مظاهرة وتعدي، فكل المشاهد، والاجتماعات، والمؤتمرات، والتصريحات، تشي بغير ذلك، على سبيل المثال يقول الداعون لمظاهرات 30/6 ما يجعلنا نستشف الآتي، الكولونيل شفيق يقول: بعد 30/6 لن نسمح أن يحكمنا نظام إسلامي، (الموكوس) عكاشة يقول: يوم 30/6 لن يكون هناك ملتح أو محجبة، زوج الفنانة عمرو حمزاوي يقول: نكافح لرفض هوية مصر إسلامية، السيناريست الفلتة وحيد حامد يقول: مفيش حلال وحرام واللي حنسمعه يقولها حنمسحه من على وش الأرض، محمد العدل بتاع السيما الفطحل يقول: سندافع عن المشاهد الإباحية في الأفلام بالسلاح، المستشار أحمد ماهر، سمعته بأذني يقول: اللي عاوز يقلد النبي يروح جبلاية القرود، في نفس الوقت يشتعل الإخوان بسيل الاستفزازات المكتوبة، والمسموعة، والمرئية، رأيت على حوائط المساجد، وجدران البنايات، وواجهات المحلات وأسوار المدافن حربا بالرسوم والمانشيتات الفجة، والعبارات القبيحة، بخار ما في الصدور يتصاعد بغل غير مسبوق، والتربص عنوان اللحظة، كل فريق يحضر لغايته ومصمم على بلوغها، ويمكننا تصور فريق مطلبه اكمال الرئيس لفترة ولايته، وفريق يقول على جثتي! فريق يريد شرعية الصندوق، وفريق يشكك في شرعية الرئيس نفسه ويطالب بمحاكمته! (الدنيا والعه)، التحرير يستعد بالخيام، والمنصات، والميكروفونات، وتحضير سلاسل بشرية بطول شارع شبرا تحت شعار (اخوان فاشلون) والإخوان يعلنون انتظروا مفاجأة 30/6 على لسان حازم أبو إسماعيل! وبعدين؟ ماذا ينتظر أهل مصر المحزونون؟ بل ماذا ينتظرهم في يوم يتطاير شرره من الآن؟ ماذا ينتظر العقلاء، والحكماء، ليخمدوا النار قبل تطاول ألسنتها؟ ما يحدث في مصر الآن تخريب أو تحضير لتخريب شامل لن يبقي ولن يذر، النخب الإعلامية والسياسية تعطل تعافي مصر وسلامة مصر، لا قدرة على الاجتماع ولا الحوار المشترك، أحد عشر رئيساً رشحوا أنفسهم لحكم مصر بعد مبارك لا يتفق منهم اثنان، كل واحد كانت تتقدمه (أنا) الخاصة به، كلهم كانوا في اشتياق فادح للكرسي، للكرسي فقط! ما كانوا أبداً على قلب رجل واحد، كل مع هواه! من إذن في شوقٍ وحب لمصر، سؤال عصي على الجواب في زحمة التدافع، والتصادم، والتناحر من أجل (الكرسي)! والبوصات الملونة لا ترحمنا، ففي كل برنامج وجع قلب، مع كل ضيف رفع ضغط، مع كل تصريح إغلاق كوة النور الباقية نتعزى بها، نغلق التليفزيون بهمه وغمه، نقول الصحف أرحم فتأخذنا إلى منحى أخطر عندما يقول الشيخ محمد الظواهري (إن النظام الحالي نظام علماني، ونسخة من النظام السابق، يقوم على تشريع مجلس الشعب وهذا ما نرفضه تماماً، نحن نطالب بأن تعود السيادة لله وأن تكون الشريعة هي الحاكمة)، ويا عيني عليكي يا مصر والخطى تغوص في رمال متحركة وكل لا يرى إلا ما يريد! من بعيد اسمع من يطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، هل تصور هذا المطالب حجم الصدامات الدموية الفادحة التي يمكن أن تحدث وقد تقاطعت الإرادات؟ وماذا لو استدرجت (المعارضة) فريق الإخوان للعنف؟ على أي نحو سيكون الحال؟ وإلى أي خراب ستسير مصر بفضل أولادها البررة؟ ما عمري رأيت مصر حزينة كهذه الأيام، العيون خابية، الأمل باهت، الصدور ضيقة، الصبر نفد، وكل عاشق لمصر يسأل موجوعاً ما الذي يحدث في مصر؟ وقد يكون ضرورياً أن ينقل إلى غرفة الرعاية الفائقة بأي مستشفى لو فكر عقله المجهد في مستقبل مصر: الأمن المديونيات، البطالة، القضايا الحيوية: اقتصادية، زراعية، صحية، تعليمية وفوقها سد النهضة الكارثة، وقد يتوقف قلبه إذا ما فكر في مستقبل أطفاله على أي شاكلة سيكون! المواطن المصري في حيرة عصيبة، وأيام عصيبة تنذر بإظلام تام، فهل من عقلاء يدركون مصر والسفينة على حافة جرف هار أم مشغولون جميعاً في التحضير لكارثة آخر يونيو ولن يفيقوا إلا وهم جميعا في القاع؟! لك الله يا مصر. طبقات فوق الهمس * (تمرد على الرئيس اللي بعد مرسي) هذا اسم حركة جديدة ترسل من الآن رسالتها التي فحواها إذا تم إسقاط الرئيس محمد مرسي بالقوة فلن يكون لمصر رئيس لأكثر من شهر. * يقول بثقة الإسلام هو الهدف، والفوضى الخلاقة هي المطلوبة، والمناهضون للمشروع الإسلامي أنتجوا حركة (تمرد) لتنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني الذي يدفع إلى التناحر، والانقسام، والقتال، ودفع مصر للسقوط والانهيار لتسهل السيطرة عليها يعاون في ذلك إعلام مأجور ضلل شبابها. * زمان كنا نقرأ على خلفيات السيارات عبارات يكتبها أصحابها مثل يا بركة دعاء الوالدين، (الحلوة دي من المنصورة)، أو يارب سترك، الآن تغيرت العبارات إلى (تعمل حسابي أقدرك.. تهذر معايا أعورك). * (مصر التي في خاطري وفي فمي أحبها من كل روحي ودمي) من يسمع هذا اللحن الآن وير حال البلد فلابد أن يبكي، لازم يبكي! * رسالة إلى رئيس مصر د. مرسي.. لم يشفع لك يا سيدي أدبك، ولا طول حلمك، لو كنت مكانك لتركت الرئاسة فوراً لرئيس جديد يحكم المعارضة المفضوحة وطقم البلطجية كله بالحديد والنار، فيجب أن يحكمهم من يليق بهم.