17 سبتمبر 2025
تسجيلوضع الرؤى والاستراتيجيات والخطط والأهداف وفق جداول زمنية محدّدة واستشراف المستقبل بلغة الأرقام لهو السير في الطريق والاتجاه الصحيح بإذن الله تعالى. أما أن نتجه إلى المسار النظري والورقي فقط في أننا سنفعل كذا ونُقدم على كذا ويكون كذا، فقط دراسات ومشاريع. نريد من مؤسساتنا أن تُعطينا أرقاماً في تعاملها مع العنصر البشري القطري، وهذا هو المحور الرئيسي وبيت القصيد في تحقيق رؤية قطر 2030، بمعنى كم قطرياً سيكون عندنا في عام 2030 يعمل ويمتهن ويمارس هذه المجالات والتخصّصات وغيرها من الأعمال، وهذه بعض الأمثلة: كم سيكون عندنا في عام 2030 مدرساً قطرياً؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 طبيباً قطرياً في مختلف التخصّصات الطبية والصحية؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 لاعباً قطرياً خاصة كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية، وأيضاً في باقي الألعاب؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 حكماً قطرياً دوليا في الألعاب وعلى رأسها كرة القدم؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 دكتوراً جامعياً قطرياً وعميدا ونائبا وموظفا قطريا في جميع الوظائف في جامعتنا الوطنية؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 براءة اختراع أصحابها قطريون مئة بالمائة؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 موهوباً قطرياً؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 إماما وخطيبا وداعية قطريا؟. كم سيكون عندنا في عام 2030 حافظاً للقرآن الكريم قطرياً؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 مهندساً قطرياً في التخصصات الهندسية؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 محلل نظم قطرياً؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 صيدلياً قطرياً؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 رجل صحافة وإعلام قطرياً؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 طياراً قطرياً؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 مدربا قطريا في مجال التدريب الإداري والتنمية البشرية وباقي المجالات التنموية؟ كم سيكون عندنا في عام 2030 عالماً قطريا خاصة في التخصّصات العلمية. كم سيكون عندنا في عام 2030 أديبا في التخصّصات الأدبية ومؤرخاً قطريا. كم سيكون عندنا في عام 2030 قطرياً سيعمل في المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية والقارية. كم سيكون عندنا في عام 2030 قطرياً في التخصّصات المصرفية والاستثمارية والاقتصادية المتعدّدة المجالات؟ كم؟ وكم؟ مئة بالمائة قطريون. إننا ندعو الجميع من وزارات ومؤسسات وهيئات الدولة وحتى غير الحكومية لفتح ملفاتها والتعامل مع هذا الأمر بجدية فائقة وشفافية، وأن تعلن للمجتمع بالأرقام كم سيكون أعداد القطريين في عام 2030، وأن تُسهم مساهمة أكيدة في بناء المجتمع نحو الأفضل والأحسن والأجود من غير تأخير أو تعطيل، فلغة الأرقام في هذا العصر هي الوسيلة للكشف عن مواطن القوّة ومواطن الضعف والسير إلى القوّة والقدرة التنافسية، وعليها كذلك احتضان الكوادر القطرية من دخول الطالب المرحلة الثانوية ومعرفة مواهبهم وميولهم التخصّصية. ولنا في قصة سيدنا يوسف عليه السلام درساً عملياً فعّالاً مبنياً على أرقام بالسنوات (سبع وسبع وعام واحد). فهل سنرى تحقيق هذه الرؤية بلغة الأرقام من الآن إلى عام 2030 ومن خلال السنوات المتبقّية من عمر هذه الرؤية، أم أننا سنستمر في مسلسل الاستيراد والانبهار المفرط بالآخرين وتعطيل الكادر البشري القطري وتهميشه وتضييعه بين أوراق الخطط والاستراتيجيات، أم سنمضي في العمل المؤسسي المزاجي بالأهواء وتبقى رؤية قطر 2030 حبراً على ورق، واسطوانة نسمعها نحن وغيرنا يسمعها كذلك، ويتقدّم غيرنا ونحن ما زلنا مع الظهور الإعلامي والتصريحات؟ وإننا على يقين بإذن الله تعالى سنحقّق وسنبني بالأيدي القطرية الفاعلة المنتجة وعينها على قطر ومستقبل قطر وتحقيق رؤيتها. ومضة عام 2030 ليس سنة عادية أو رقما عاديا نتغنّى به في الاجتماعات والمؤتمرات والمنتديات، بل رقما يثير فينا ويحفزنا جميعاً على العمل والحركة بجدية وإتقان وعمل متميّز فاعل، والأولوية لأهل وأبناء قطر في هذه الرؤية، فـ(قطر) الخير والعطاء تنتظر وتنتظر.