15 سبتمبر 2025

تسجيل

إنها القوة

24 مايو 2021

قالت لنا أحداث غزة العزة وجميع مدن الأرض المباركة فلسطين إنها القوة، قال الله تعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ)، وإعداد القوة "يتطور بحسب الظروف والأحوال، ولفظ القوة يتناول كل وسيلة من شأنها أن تدحر العدو" وتغيظه وتحطم أسطورة أنه جيش لا يغلب، وقال سبحانه وتعالى (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ)، والحديد هو رمز القوة، وأما الصياح والصراخ والتنديد ورفع الشعارات، فإنها لا تبني ولا تحقق القوة، وغزة العز والإباء والتحدي والسيادة - زادها الله قوة وصلابة وتفوقا مستمرا نوعيا - وجهتنا إلى القوة خير توجيه ولا غير القوة أمام العدو، فهل نُدرك هذا المعنى؟!. وعالم اليوم وعدونا بالذات لا يعرف إلا منطق القوة الرادعة له، وأمتنا الواسعة والممتدة الأطراف قوة، واجتماعها على التمسك بثوابت دينها الإسلامي قوة وحصن متين، ودينها يدعو إلى إعداد القوة وادخارها وإظهارها في وقتها قوة، والفرح بردع قوة العدو قوة (وَأَعِدُّواْ لَهُم)، وهدم بيته العنكبوتي قوة، والوقوف مع الحق وأهله في غزة والقدس الشريف بل في فلسطين كلها قوة، ومساندة المظلوم والمعتدى عليه بكل وسيلة مشروعة قوة، وإذا عُرف الذئب وجب أن تكون له أسداً وأن تحمل له العصا وتؤدبه وتكسر شوكته، وصدق القائل: تعدو الثعالب على من لا كلاب له وتتقي صولة المستأسد الضاري نعم.. افرض قوتك بما تستطيع من قوة - وأنت تقدر - ولو كانت مساحة أرضك صغيرة، ولو حاصرك العدو ومن يقف في خندقه الوهن بيت العنكبوت، فيحسب لك عدوك ألف حساب ويمتنع ومن يُسانده، بل يوقف حربه عليك، ومن الإعداد أخذ الحذر والحيطة من هذا العدو الغاشم لا يتم إلا بالإعداد المستمر والتفوق النوعي. وإذا أراد المجتمع والأمة القوة فعليها بإعداد القوة في كل المجالات بأبنائها فقط، وتجعله أساساً في كل مساحة من مساحات نهضتها، فالقوة تصنع لك الأحداث وتكون فاعلاً وحاضراً فيها، وتفرض على عدوك ومن على شاكلته ما تريد، وأما الخنوع والذلة والاستكانة للعدو تجعلك مطية له يُملي عليك ما يريد، ومن تخلّف عن ركاب القوة ومناهضة العدو ضاع. ألا من قوة، فدينكم دين القوة؟!. قالوا لجمال الدين الأفغاني "إن المستعمرين ذئاب، فقال لهم: لو لم يجدوكم نعاجاً لما كانوا ذئاباً"!. "ومضة" ما أروع كلمات شاعر الإسلام محمد إقبال رحمه الله "الدين بغير قوة فلسفة محضة"، إنها القوة وغزة والأرض المباركة منحونا دروساً في القوة والسيادة واتخاذ القرار!. [email protected]