12 سبتمبر 2025
تسجيلالعالم لا يزال في حلبة الصراع مع الفيروس الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة، هذا الفيروس والذي أوقف حركات العالم وسكناته، وأخلى المساجد من المصلين وأفرغ الشوارع من السائرين. هذا الصغير الذي وجه ضربة قاضية للاقتصاد العالمي، الذي اخترق كل الحواجز التي قامت أمامه بتطوره المذهل ونمائه العاجل ولكن هذه الأزمة ليست كمثل تلك الأزمات التي تجاوزها العالم، وليس من الممكن التخلص من قبضتها واسترداد الأضواء السابقة بين ليلة وضحاها. إنها ستترك خسارة فادحة لا تعوض، و لا تسد في مجال الاقتصاد، حتى في الدول التي كانت تتباهى بتقنيتها ونموها، تسارع الفيروس دفع عشرات البلدان للإعلان عن الغلق الكامل، حتى الدول الرأسمالية التى تجري وراء الربح والمال وتصنع الدواء عند انتشار المرض باعتبار أنه مصدر للربح في تلك اللحظة، تترك الصناعات الثقيلة و تتهيأ لصنع النعوش لأنها مصدر ربح في هذه الفترة. أمام تلك الجائحة يحاول الجميع الإفلات من رفع الرايات البيضاء، فيطلقون الرصاص على الصين، بينما يتمنعون عن التبرع لمنظمة الصحة العالمية اللهم ما ندر لرفع العار عنهم. وعلى الصعيد الهندي، كان الاقتصاد الهندي يعاني المضايقات الاقتصادية قبل هذه الأزمة بقرارات الحكومة السخيفة المردودة، وكيف يكون الحال الآن؟، نعم انهار اقتصاد الهند أيما انهيار حيث لا ينهض ولا يتخلص حتى يلج الجمل في سم الخياط. ستخلف هذه الأزمة عواقب وخيمة لن ينساها التاريخ أبدا، ولا يخامرني شك في أن لهذه الأزمة دروسا وعبرا لكل امرئ، وتحذير لكل من أخذته العزة بالإثم وغُر بقدره وتفاخر بالابتكارات والاختراعات التي يصدرها ويجني منها الملايين دون اعتناء بأهل الأرض، فأين هم اليوم واقتصادهم يدمر بفعل فيروس صغير، وتذكير لمن ينسى أو لا يبالي، ولا نقول إلا "لا حول ولا قوة إلا بالله".