19 سبتمبر 2025

تسجيل

وإنكم إذن لمن المقربين

24 مايو 2015

كلما تقرأ في قصص فرعون مع نبي الله موسى عليه السلام، كلما خرجت بمشاهد وصور ذهنية واضحة، هي نفسها اليوم تتكرر، فتشعر وأنت تقرأ الآيات القرآنية عن تلك الشخصيات وكأنما اليوم تتنزل تارة أخرى وتعني شخصيات جديدة.. وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن العقليات هي نفسها تتكرر في كل زمان ومكان، بغض النظر عن الظروف المكانية والزمانية.. الصالحون هم الصالحون، والطالحون بالمثل، يتكررون منذ الأزل وإلى ما شاء الله لهذه الحياة أن تدوم.تلكم كانت مقدمة واستهلال لموضوع اليوم المستوحاة من مشاهد عصرية تدفع بالأذهان إلى أن تستعيد مشاهد تاريخية قرأناها في كتاب الله العظيم.. تلكم التي كانت أيام الفراعنة والتي تتكرر مشاهدها اليوم، وربما ستتكرر في قادم الأيام.. وخاصة أنه لا يمنع من ذلك مانع، طالما هناك في الأرض بشر، وعقول بشرية تنسى للحظات أنها من تراب وأنها إلى التراب عائدة، مهما تجبرت وتكبّرت أو استغنت وبطرت.يأتي فرعون في أزهى حُلة، منتفشاً منتفخا، لا يتوقع هزيمة معنوية أو مادية من ذاك الإسرائيلي الذي لا يكاد يُبين، وقد دعا سحرته، وهم من هم يومئذ في هذا المجال، ليقارع بهم موسى عليه السلام، كي يهزمه أمام الملأ ولا تقوم له قائمة.يأتي أولئك الخبراء المهرة في مجالهم إلى فرعون، لا يدور بخلدهم أدنى شك في أنهم منصورون فائزون.. ولم لا؟ وهم أهل الصنعة والخبرة في البلاد، وما علموا قبل ذلك أن هناك صاحب خبرة في هذا المجال، السحر والتضليل.. أتوا جميعاً ليمارسوا بعض إبداعاتهم مع رجل لا يكاد يعرفونه أو سمعوا عنه وخبرته ومهارته في صناعتهم تلك.أتوا إلى الحاكم أو الإله يومها، وبكل ثقة يسألونه قبل البدء، عن مكافآتهم، وهم يدرون أنها قادمة لا ريب، لكن كنوع من إضفاء البهجة إلى نفس الحاكم أولاً، كي يطمئن ولا يقلق من موسى، وثانياً كي يسمعوا منه مباشرة وهو يقرر لهم أتعابهم أو مستحقاتهم أمام وزرائه وحاشيته، بعد أن يهزموا موسى شر هزيمة.فماذا جرى بعد ذلك؟ إنه حديثنا بالغد إن شاء الله.