17 سبتمبر 2025
تسجيلماذا دهانا.. ما هذه التشظيات.. وما هذه الانفعالات.. وما هذه التفلتات لماذا نثير كل هذه الضجة كلما أصاب جسم الحكم جرح أو عرض.. أو مرض، ألسنا بشرا؟.. ألسنا نؤمن بأن الملك لله.. يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء كيفما يكون النزع!؟. أحيانا باختيارنا.. وأحياناً دون أن ندرك الأسباب.. أحيانا ننسى أننا بشر وأننا نخطئ ونصيب في تقديراتنا.. أحياناً يعمينا الطمع والسعي نحو الملك.. فنأتي بأمور لو قدر لنا أن نستفيق من غفوتنا نكاد نموت من الضحك والسخرية أو نتمزق داخلياً مما اندفعنا نحوه من طلب للسلطة والملك الذي لا نعرف لمن يكون.. أحياناً كثيرة نتشاجر ونتخاصم.. ونذهب بخيالاتنا بعيدا إزاء مسلك معين ونحن نعلم ما هو مصير من يشتجرون، إنهم يضعفون.. وتذهب ريحهم.. ويزول ملكهم.. ثقافتنا تفرض علينا أن ننأى بأنفسنا عن الوقوع في بركة الفتنة الآسنة الراكدة.. فتنة السلطة.. وفتنة الدنيا والاصطراع لنضع أنفسنا في محك الاختبار والابتلاء والمحاسبة التي عاقبتها الخزي والندامة.. السلطة من التسلط ومن يتشبث بالسلطة التي هي ليست له مسكين ونادم في يوم الحساب الأعظم، يوم لا ينفع مال ولا بنون.. إلا من أتى الله بقلب سليم.. والقلوب متقلبة ومتغيرة.. إنني أرى تحت الرماد وميض نار مستعرة ومتزايدة وعلينا أن نراجع أنفسنا كيف لنا.. وكيف صرنا.. ثم كيف نصير اليوم؟ ولا بد من مراجعة الأنفس.. وإعادة قراءة المسيرة والسعي إلى التذكر.. ثم التأمل.. ثم التدبر.. لا نريد أن تنطبق علينا قول الآية الكريمة (أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أم من يمشي سوياً على صراط مستقيم).. صدق الله العظيم..صحيح نحن بشر.. والبشر خطاؤون.. وخير الخطائين التوابون.. علينا أن نؤوب ونعود إلى تعاليم الإسلام، علينا أن نتذكر أن هذه السلطة إلى زوال.. وأن ما ينفع الناس يمكث على الأرض.. علينا أن نتماسك مهما كانت الظروف والمحن.. ومهما كانت المكاسب والمنافع.. علينا أن نجعل من الرسول قدوتنا فعلاً وقولاً.. وعملاً.. علينا ألا ننظر إلى ما في أيدي غيرنا.. فالأرزاق بيد الله.. وفي السماء رزقكم وما توعدون.. وكل امرئ بما كسب.. علينا أن نطرد الشيطان بل الشياطين التي بدأت تسلط بعضنا على بعض.. علينا أن نثق في بعضنا البعض ونبعد الشيطان من أوساطنا. شيطان الأنس قبل شيطان الجن، يجب أن نوحد صفوفنا ونرتبها حتى لا نؤخذ من قبل الأعداء ونحن على غفلة من أمرنا.. فالعدو يتربص.. ويحيك المؤامرات سراً وعلانية.. أليس من العقل أن نعيد ترتيب بيتنا في مواجهة المكر والتآمر.. والمخططات الشيطانية؟! وهذه صرخة في واد فهل من سامع.. وهل من مبادر.. وهل من مجيب؟