11 سبتمبر 2025

تسجيل

لأتوهما ولو حبوا

24 أبريل 2018

هل أنت ممن يُقال لهم، كم أنت؟! أم ممن يُقال لهم، من أنت؟ فالأول أسلم حياته، لثوبه، وحذائه، وسهراته، وعمله، وماله بل وهاتفه. فصار حذاؤه أغلى من عقله ثم جهل هدفه. أما الثاني فشعاره: قُلْ إِنَ هُدَى اللَهِ هُوَ الهدى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِ الْعَالَمِينَ. ويعلم أن الهوية الإسلامية هي الانتماء إلى الله ورسوله وإلى دين الإسلام وعقيدة التوحيد. فالقلب لا يخلو من متعلق يتعلق به، وما أجمل تعلقه بخالقه! لكن لما التعلق؟ ولما الاتصال بالخالق، وهل نحن محتاجون إليه؟ لأننا خلقنا لغاية مقصودة وحكمة منشودة وهذه الغاية تحتاج لشخصية متزنةٍ متوازنة، وألا تكون إمعة تسير مع الناس حيث ساروا في حقهم وباطلهم. انتبه! فمن لا يَقُود... يُقَاد. والموفق السعيد من يضع رؤيةً للوصول الى قوةٍ تنتشله من براثن الضعف والجهل، الى نور القوة والعلم، وهو تخطيطٌ للحياةِ الطيِبة، التي هي مطلب العقلاء وغايتهم التي عنها يبحثون وخلفها يركضون، وفي سبيلها يُضَحُون. فكيف السبيل إليها؟ وما ثمنها؟ وكيف التأمين عليها؟ يقول رسولنا عليه الصلاة والسلام: «لو يعْلَمُون مَا فِي العَتَمَةِ والصُبْحِ لأتوهمُا ولَوْ حبوًا.» وقال: "من صلى الصبح فى جماعة فهو في ذمة الله" عرض خاص للحياة الطيبة، وعليه يكون السباق، كنز يقسم وهو ›‹ثنائية الفلاح ›‹ قوامه على أمرين اثنين، عظيمين جليلين يسيرين: ركعتا الصبح. ألا تحب حماية الله لك وصيانته من كل أذى وسوء. فمن ذا الذي لا يحب قرب الله؟ ألا تسعد بتهديد الله لمن يؤذيك؟ وهل يفرط الحبيب في حبيبه؟ فلو لم يكن لك في صلاتك حظ سوى ذكر الله لك في جلاله وعظمته، فناهيك بذلك غنيمة. فكيف بما ترجوه من ثوابه وفضله! صلاة الفجر خيرُ ما تستقبل به يومك، وتستفتح به نهارك، أول لحظات النور بعد الظلام سماها الله قرآناً. الوضوء لها، والمشي إليها، نورٌ وبرهانٌ وبركة، )اللهم بارك لأمتي في بكورها(. أهل الفجر عظماء بجوار عظيم، وصلاتهم ستارٌ من النار وسبيلٌ لجنات النعيم. اهل الفجر لهم وعدٌ صادقٌ برؤية ربهم، فئةٌ موفقة، وجوههم مسفرة وجباههم مشرقة. إن حياتك مغامرةٌ كبيرة وإن لحظات عمرك مباراةٌ خطيرة.