31 أكتوبر 2025

تسجيل

بلير .. وجه الشؤوم

24 أبريل 2014

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون بلير، بعد أن طار ودار وسعى إلى خراب العراق ومن قبله أفغانستان بمعية الأمريكان، يأتي اليوم ليواصل شؤمه على الإسلام والمسلمين أينما كانوا. في محاضرة له بالأمس كانت تدور حول نقطة جوهرية أساسية هي "معاداة الإسلام" وإن لم تكن بشكل مباشر، وذلك بدعوته العلنية لأوروبا وأمريكا ضرورة وضع خلافاتهم مع الصين وروسيا جانباً، لأن الوقت ليس وقت الاختلاف مع تلك القوى، بل ضرورة توحيد الجهود والقوى لمحاربة ما أسماه بالإسلام السياسي.. لماذا؟ يجيب بلير: للمحافظة على "مصالحنا" المشتركة!! حين يقول الاسلام السياسي ويخلط الأمور عبر الإشارة إلى بعض المتطرفين الاسلاميين بحسب زعمه، فإنما القصد هو مواجهة ثورات الشعوب العربية التي غالباً لن تأتي فيما لو نجحت، بغير الإسلاميين للحكم، وفي ذلك الخطر الأكبر كما يزعم بلير على مصالح الغرب في البلاد العربية! لأجل النفط والتجارة والمصالح، ليس مهماً عندهم أن يحيكوا المؤامرة تلو الأخرى، يموت فيها من يموت، طالما أن الدم المسال، دم مسلم.. ليست مهمة عندهم القيم والمبادئ التي لا يزالون يتغنون بها، والتي تتعطل فجأة حين يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين.. ليس مهماً عندهم أي فوضى وأي فرقة في العالم العربي، طالما أن مصالحهم الاقتصادية في مأمن، يصلهم النفط والوقود اللازم لصناعاتهم دون أي مشكلات، وطالما أن سفنهم تنقل بضائعهم إلى الأسواق العربية، فلا يهم إذن بعد ذلك أن يموت الآلاف، فإن عبارات التنديد والاستنكار والتألم والحزن على الموتى جاهزة معلبة، ووسائل إعلامهم تتولى المسألة فيما بعد لتهدئة الخواطر والاستمرار في خداع الشعوب. هذا هو وجه الشؤوم بلير، يصول ويجول مرة أخرى، وإن كنت لا أستغرب أن لتحركاته وتصريحاته ارتباطاً بقرار رئيس وزرائهم الحالي بخصوص دراسة فلسفة جماعة الإخوان المسلمين، وهو الأمر المضحك حقيقة، وكأنما بريطانيا تسمع بهم لأول مرة، وهي التي تدري بالإخوان أكثر من نفسها وشعبها!! وعلى ذلك، يستمر الصراع إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.