16 سبتمبر 2025

تسجيل

مدمنو موقعيّ فيسبوك وتـويتر

24 أبريل 2013

كثير منا يقضي وقته في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي على الهاتف المحمول وأجهزة الكمبيوتر، وقد ينام بعضنا وهو يحمل بيده الهاتف المحمول، أو أن أجهزة الكمبيوتر مفتوحة، فقد اخذت هذه المواقع الاجتماعية حيزا كبيرا من حياتنا فأصبح جزءا أساسيا، فدعونا نستطلع دراسة بريطانية تتحدث عن معاناة مدمني موقعيّ فيسبوك وتـويتر من أعراض الانطواء حال ابتعادهم عنها، وفي المقابل وصف البعض تجربتهم الأولى في المواقع الاجتماعية أنها دافعة للإدمان. فخلال الدراسة طُلب من عشرة أشخاص اعتبروا أنفسهم من مدمني فيسبوك، وعشرة من المغردين النشطين في تويتر، التوقف عن استعمال حساباتهم لمدة أربعة أسابيع. فعبر المشاركون عن شعورهم بالعزلة عن أصدقائهم وعائلاتهم خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى فقدانهم أداتهم الرئيسية للتواصل، وقال البعض أنهم أحسوا بأنهم “منقطعون عن العالم”. وذكرت إحدى المشاركات في التجربة، أنها لم تتواصل مع أسرتها طوال الأسبوع، وعبر آخر عن شعوره بالوحدة، وافتقاده فيسبوك حتى أن أصابعه تتجه تلقائياً لتطبيق فيسبوك كل مرة يمسك فيها بهاتفه. ورأى الدكتور المشرف على الدراسة، أن الاستخدام الكثيف لوسائل الإعلام الاجتماعي لا يعد أمراً خطيراً بالضرورة. وأضاف: إن البعض يرى أن هذا الإدمان يطغى على حياة الناس، لكن أغلب من يوصفون بالمدمنين يمارسون على الإنترنت تصرفات اجتماعية بالفعل. وقال: إن شخصية مستخدم الإنترنت العادي ـ ذو معدل الاستخدام المتوسط ـ اليوم لا تشبه نمط التسعينيات، لكنه يستخدم الهاتف الذكي ليدير حياته الاجتماعية وعلاقاته الشخصية عبر الإنترنت. وفي الوقت نفسه لم تكن آثار الانقطاع عن المواقع الاجتماعية سلبية في مجملها، إذ قالت واحدة من المتطوعات في الدراسة: إن انقطاعها عن فيسبوك أتاح لها إتمام الأعمال المنزلية. واعترف آخر أنه اتجه لقضاء وقت أطول بصحبة ابنته. كما لم يكن الشعور بالانطواء والانعزال واحداً لدى مستخدمي فيسبوك وتويتر؛ فقد تعامل مستخدمو تويتر بشكل أفضل مع عزلتهم. وهو ما عزاه الباحثون إلى الطبيعة الأقل "اجتماعية" لتويتر، وتوافر مصادر أخرى للبحث عن المعلومات والأخبار. وعلى الجانب الآخر، شملت الدراسة عشرة أشخاص لا يستخدمون تويتر وفيسبوك بانتظام، وعشرة آخرين لم يسبق لهم استخدام المواقع الاجتماعية. وطُلب منهم التغريد والكتابة بانتظام لمدة أربعة أسابيع، واعترف البعض أنهم وجدوا المواقع الاجتماعية دافعة للإدمان، وأكد بعضهم نيتهم أن يواصلوا بنفس الوتيرة بعد انتهاء التجربة. واخيراً: بعد استعراض الدراسة البريطانية، فقد يختلف مجتمعنا عن المجتمع البريطاني، ولكن حتى لا نقع ضحيه إدمان الإنترنت يجب مراعاة تحديد وقت لتصفح المواقع الاجتماعية، وملء الفراغ والهروب من ضغوطات الحياة بممارسة الرياضة وتدريب الذات على مهارات الاسترخاء البدني والذهني.