03 أكتوبر 2025

تسجيل

اتفاقية لافروف – كيري

24 أبريل 2013

من أخطر ما تعرض له الوطن العربي تلك المعاهدة المشؤومة والاتفاقية المدمرة التي أصبحت تعرف باتفاقية سايكس – بيكو والتي تم تقسيم الوطن العربي بناء عليها إلى دويلات متباعدة ومتناثرة وصنعوا وفق هذه الاتفاقية حدوداً مصطنعة لاتزال قائمة حتى الآن رغم الدعوات المتكررة للوحدة أو الاتحاد العربي. هذه الاتفاقية يشعر الغرب وأعداء الأمة العربية بأنها لا تناسب أطماعهم ولا تحقق لهم مصالحهم التي يرغبون بها بأن يبقى هذا الوطن العربي مقسما هزيلا عندما شعروا بأن بعض الدول العربية ورغم وجود تلك الحدود المصطنعة بدأت تشكل قوة وطنية اقتصادية وسياسية، وبالتالي فإنهم يرغبون الآن في إضعاف هذه الدول العربية الناهضة والقوية، لهذا خططت الصهيونية والإدارة الأمريكية ومعها الغرب عموماً إلى رسم خريطة جديدة للدول العربية التي قسمتها اتفاقية سايكس – بيكو في مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد والذي أعلنت عنه إدارة جورج بوش الابن ووفق هذا المخطط تم غزو واحتلال العراق عام 2003 من أجل تنفيذ خريطة هذا الشرق الجديد والتي تهدف إلى تقسيم المقسم وتفتيت المفتت وهذا المخطط لا يزال قائماً رغم عرقلته من المقاومة العراقية وقوى المقاومة العربية الأخرى لكنه لا يزال ساري المفعول ولم يمت بعد. الآن نجد ونسمع ونرى مباحثات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وعنوان هذه المباحثات حول سورية لكن الأخطر من ذلك هو أبعد من سورية واعتقادي وربما أكون مخطئاً أن هذه المباحثات تسير لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد ترسمه روسيا وأمريكا والغرب وتباركه الصهيونية العالمية. فليس غريباً أو مستبعداً أن تخرج هذه المباحثات باتفاقية جديدة للوطن العربي على غرار اتفاقية سايكس – بيكو ولكن أشد مرارة وألماً للأمة العربية وهذه الاتفاقية التي نخشاها هي تقسيم الدول العربية إلى دويلات طائفية وعرقية ومذهبية وقومية وفق الرؤية الصهيونية – الأمريكية وتنضم روسيا إلى هذه الرؤية بدافع مصالحها لأن المصالح هي التي تنفذ على أرض الواقع بعيداً عن العواطف والأحلام والتمنيات، والرهان على أي دولة أجنبية بأن تقف إلى جانب الأمة العربية وقضاياها المصيرية هو رهان خاسر.. لأن لكل دولة مشروعها الخاص.. فروسيا لها مشروع.. وأمريكا لها مشروع.. وتركيا لها مشروع.. وإيران لها مشروع.. ما عدا الأمة العربية التي لا تملك مشروعاً حتى الآن. ولأننا كأمة عربية لا نملك حتى الآن مشروعاً عربياً، فإن هذه المشاريع يمكن أن تغزو الوطن العربي ونجد أنفسنا أمام سايكس – بيكو جديد باسم .. لافروف-كيري!!