20 سبتمبر 2025

تسجيل

مدينة الأنوار

24 مارس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في زيارتي الأولى لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً لإمارة الشارقة في حفل تنصيبها كعاصمةً للصحافة العربية لعام 2016، الاحد 20\3\2016، كونت صورة عن هذه الإمارة التي استطيع ان اصفها بالفريدة من نوعها، جدُ رائعة ومميزة. إن ما وجدته في إمارة الشارقة استطيع ان اقول اني لم اجده في أي عاصمةٍ او إمارةٍ اخرى، إن ما اجتمع في الشارقة أكادُ أجزم انه لم يجتمع لغيرها، فقد اجتمع لها وفيها العلم والعمل والفكر والتطور والأصالة، وتوفر فيها الرجال المخلصون الواعون بمصلحة بلادهم وشعوبهم، والأهم والأكثر والأروع أنهم حريصون لا على حالة شعوبهم المادية والمعنوية فحسب، بل تعدى الخير والاحسان فيهم الى ان يصل الى الحرص على مستواهم التعليمي الثقافي.. إن هذه الإمارة بحاكمها تسعى إلى خلق مجتمع واعٍ متعلم متطور منتج لذاته لا يعتمد إلا على نفسه.. الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد وحاكم إمارة الشارقة، هذا الانسان لم استمع له من خطاباته إلا خطابا واحدا، لكنه بهذا الخطاب لم يصل الى أنس وحده بل وصل الى مئات الحاضرين الذين كانت حالتهم في نهاية خطابه بين متأثر وباكٍ وحزين ومعجب، ومن تملكت منه الحيرة. الدكتور الشيخ سلطان القاسمي، بعد ان أوشك على الثمانين من عمره، وقف شامخاً وسط مئات من المشاركين والمتحدثين والمتطوعين في إكسبو الشارقة متحدثاً ومحاضراً.. بدأ سموه باعتراض يثبت مدى وعيه وثقافته العالية ورقي أخلاقه، وكان الاعتراض على شعار المنتدى وهو "نحو مجتمعات ترتقي"، وقال "ما لنا اصبحنا نسمي الاشياء بغير مسمياتها، فرحنا مسبقاً بالاستعمار وأجدر أن يسمى #تدمير" وواصل سموه حديثه الماتع الذي اسعد به القلوب وأثلج الصدور، لينتقل الى نقطة اخرى رئيسة، هي بالأحرى وصية ورسالة إلى ابنائه وبناته وأحفاده وحفيداته؛ أن اعملوا وضعوا الخطط والاهداف، فإن لم تكف أعماركم لتحقيقها فاتركوها لمن خلفكم، ليستمر العطاء وليزداد الخير ويعم الإحسان.. وختم سموه خطابه بكلمة أسرت قلوب الحاضرين جميعاً وهي "أقول قبل أن أودع: ابحثوا في مكتبتي، ستجدوا رسالتي الأخيرة، فيها ما تبقي من فكر لإصلاح هذا المجتمع". كانت هذه الكلمات التي لم تستهلك وقت أحد، هي التي طغت على المشهد في مطلع القاعة الكبيرة، وتحت الأضواء المسلطة على رؤوس الجميع، أتت هذه الكلمات لتوقف الذهن عن العمل للحظات بل لدقائق إلا عن التأمل فيها، والتأثر بها والتمعن في محتواها، إن هذه الكلمات التي خرجت من قلب شيخ عاش حياته لا بين الأسرة الفاخرة يتقلب، بل بين الكتب والمخططات لتنمية أرضه وشعبه الذي خدمه طوال 44 عاما؛ لم تجد مقراً لها إلا قلب كل مستمع، فدخلت القلوب بلا استئذان واستقرت بها، وجعلت من القلوب سكناً لها ولقائلها الدكتور المثقف الواعي سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد وحاكم إمارة الشارقة.. إمارة الأضواء.