05 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تأكيد أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح في ختام دورته العادية السادسة عشرة، على ضرورة إعطاء الحوارات الأخيرة بالدوحة الفرصة الكافية للنجاح، عزّز من التوقعات والتحليلات السابقة بأن قطبي الثنائية الفلسطينية في طريقهما فعلًا هذه المرّة لإعادة ترتيب البيت الوطني الفلسطيني، وإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الشاملة لضمان وحدة الشعب والأرض والحيلولة دون الانفصال والتقسيم الجغرافي والإداري للأرض والشعب. كلنا كنا بانتظار انعقاد هذه الجلسة للمجلس الثوري لفتح حيث مركزية القرارات بيد أعضائه (هو اللجنة التشريعية للحركة) ، للوقوف على رأي هذه السلطة فيما يتعلق باستئناف حوارات الدوحة، والتصورات التي خرج بها اللقاء السابق الذي عقد بالدوحة بداية شهر فبراير الماضي، للمضي قدما في تنفيذ آليات المصالحة الوطنية. إلّا أن ما يستوقفنا في بيان "ثوري الحركة" - وان ركّز كما كان متوقعا على موضوع المصالحة، واستكمال حوارات الدوحة، وكيفية وضع الأسس والخيارات لاستكمالها وصولا لإنهاء الانقسام - الإشارة التصريحية بالتهديد لاستعادة قطاع غزة إذا ما فشل الحوار "بتفعيل خيارات أخرى لإنهاء معاناة شعبنا الرهين والمخطوف لسياسات فئوية".طبعا هذا الكلام الذي يحمل تهديدا لحركة حماس بالخيارات الأخرى - والتي ربّما تعني العودة للاحتكام إلى السلاح لحسم الأمر، أو إعادة سيادة السلطة في رام الله إلى قطاع غزة عبر دبابات الاحتلال، ولا نعتقد أن تتورط مصر في هذا المستنقع - مرفوض من الكل الفلسطيني، مع أن هذا الكلام يستخدم للمرة الأولى في بيانات حركة فتح، وتصريحات قياداتها من أمثال أمين سر المجلس المركزي للحركة جبريل الرجوب قبل أيام.وهنا يبرز سؤال خطير: ما هي هذه الخيارات البديلة؟ وما هو السيناريو أو الخطة لدى حركة فتح وهي حزب السلطة الفلسطينية لتحقيق هذا الأمر؟السلطة ومعها "فتح"، بل وكل الفصائل والقوى الوطنية الفاعلة في المشهد السياسي الفلسطيني، رأت منذ وقوع الانقسام في يونيو عام 2007، أن الحوار هو الطريق الصحيح لإعادة ترتيب البيت الوطني، وعقدت بين فتح وحماس لقاءات واجتماعات عديدة في أكثر من عاصمة عربية وأجنبية، للحيلولة دون ترسيخ الانقسام والانفصال الإداري والجغرافي والبشري بين الضفة الغربية وقطاع غزة.لا يخفى على المتابعين للشأن الفلسطيني أن "الانقلاب" - كما يسميه البعض - الذي نفذته حماس بقوة السلاح عام 2007، وهي التي كانت الحكومة الفلسطينية والمجلس التشريعي بيدها، كان "انقلاب" استباقي كانت حركة فتح قد أعدّت له بقيادة عضو الحركة المطرود لاحقا محمد دحلان. ليس من الحكمة الآن، والقضية الفلسطينية بكل عناوينها، تمرّ في أحلك أوضاعها، إضافة إلى أن الظروف في الإقليم العربي شديد الاضطراب والفوضى، وغارق في الدماء والقتل، وليس في هذه الخيارات التي أشار إليها البيان الفتحاوي أي حصافة، وهناك من العقلاء داخل حركة فتح من سيقف سدا مانعا للحيلولة دون سفك الدم الفلسطيني بأيدي فلسطينية، فالتعقل هو المطلوب في هذه المرحلة الصعبة والقاسية، ولا يمكن أن نفتح الباب لأي تدخل إقليمي لمثل هكذا حل، أو تدخل من أي جهة كانت عربية أم غير عربية، في القضايا الداخلية والشؤون الوطنية الفلسطينية.في العموم، لم يغفل البيان الختامي للمجلس الثوري لحركة فتح القضية الملحّة التي ينتظر الفلسطينيون إنجازها في العاجل، وهي ترميم البيت الوطني وإغلاق ملف الانقسام إلى الأبد، فالدوحة تترقب عودة وفدي فتح وحماس إليها بروح المسؤولية القومية والإنسانية، ولطي صفحة الماضي المؤلمة إلى غير رجعة... وإلى الخميس المقبل.