11 سبتمبر 2025

تسجيل

الالتفاف حول الوطن .. الاصطفاف حول القيادة

24 مارس 2005

هو ليس بالأمر المستغرب أو الجديد على هذا الشعب الوفي، وعلى أبناء هذا الوطن المعطاء، اظهار هذا التلاحم والتكاتف، والالتفاف حول الوطن، والاصطفاف خلف القيادة الرشيدة، عندما خرج أمس الأول للإعلان عن استنكاره ورفضه لمحاولة العبث بأمن واستقرار هذا الوطن العزيز، في تجمع شعبي عفوي. صورة رائعة، ودرس مجاني يقدمه أبناء هذا الوطن في الوقوف صفاً واحداً في وجه كل من يحاول النيل من وطننا، أو السعي في أحداث بلبلة، أو تعكير الصفو العام في مجتمعنا. لقد خرج الكبار والصغار، الرجال والنساء، الشباب والفتيات، من أجل الإعلان عن استنكارهم لما تعرضت له بلادنا مساء السبت، من عمل إجرامي مدان على كل صعيد. هذا العمل الإجرامي أكد من جديد مدى التلاحم القائم في مجتمعنا، وأظهر في الوقت نفسه المكانة التي تحظى بها دولتنا، بفضل سياستها الحكيمة، فقد أكدت جميع الدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات الإسلامية والدولية، والتجمعات الشعبية، والشخصيات البارزة من مختلف الاتجاهات الفكرية، في مختلف دول العالم، وقوفها مع بلادنا، وإدانتها للعمل الإجرامي الذي تعرضت له، والتأكيد على وقوف هذه الجهات مع دولة قطر، قيادة وحكومة وشعبا. هذا التأييد الدولي لم يأت من فراغ، إنما بفضل سياسات حكيمة، ومبادرات نوعية مع الدول الشقيقة والصديقة، بادرت بقيادتها دولتنا، وأثمرت عن إصلاح ذات البين مع أكثر من طرف، والسعي للم الشمل العربي عبر زيارات قامت بها - ومازالت - قيادتنا الحكيمة، وعبر دبلوماسية نشطة غير مألوفة على الساحة العربية، والعمل على دعم المواقف الدولية الرامية إلى تجنيب العالم ويلات الحروب، كل ذلك وغيره من المواقف أكسب دولتنا مصداقية عالية في مختلف المحافل، وجعل منها واحدة من الدول القلائل التي ينظر إلى سياستها باحترام وتقدير. إضافة إلى ذلك فإن العمل على الساحة المحلية، عبر تنفيذ سياسات إصلاحية، سياسية كانت أو اقتصادية أو إعلامية أو تعليمية أو اجتماعية، وقيادة مبادرات خلاقة ونوعية، تلامس تطلعات المواطنين، وتجعل المواطن الوسيلة والغاية من أي تنمية مستهدفة، جعل منها نموذجا للدولة العصرية، التي تعرف واجباتها ومسؤولياتها، سواء تجاه مواطنيها أو تجاه قضايا العالم أجمع. إن الهبة التلقائية التي قام بها المواطنون ومعهم المقيمون على هذه الأرض الطيبة، أكدت من جديد قوة ومتانة وترابط أبناء هذا الوطن، وأن مثل هذه الأحداث الإجرامية لا تزيد الوطن وأبناءه إلا صلابة وتماسكاً، والتفافاً حول الوطن، واصطفافاً خلف القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب الأمير ولي العهد الأمين حفظهما الله ورعاهما. لقد خرج المواطنون للتعبير عن سخطهم وغضبهم واستنكارهم لهذا العمل الإجرامي الجبان، مؤكدين تلاحمهم وتماسكهم، كأنهم بذلك يقولون: نحن جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. رسالة كانت واضحة وصريحة تبرز مدى الحب المكنون في صدور وقلوب هذه الألوف من الجماهير التي خرجت معلنة ولاءها للوطن والقائد. حفظ الله الوطن، قيادة وشعبا من أي مكروه.