15 سبتمبر 2025
تسجيلانطفأت شمعة من شموع الخير والعطاء، وبقيت ذكراه ومآثره الطيبة تمضي معنا، هكذا الحياة سنرحل ويبقى جميل الأثر ومحاسن الذكر، غادرنا الوالد العزيز الحبيب على قلوب الجميع الخال عبدالله بن محمد بن يوسف بن إبراهيم اليوسف يوم الأربعاء الموافق 16 فبراير 2022 بعد صلاة العشاء، وتلقيت الخبر فجر يوم الخميس وصُلي عليه في هذا اليوم بعد صلاة العصر ودفن بمقبرة الثقبة بمدينة الخبر رحمه الله رحمة واسعة. الخال عبدالله رحمه الله من مواليد قطر- حفظها الله - عام 1927 وبالتحديد في فريج الخليفات (رأس بوعبود)، وبعدها سكن مدينة الوكرة (إرميلة الوكرة)، ونشأ رحمه الله في بيت علم وفضل وكرم، وتعلّم القرآن والقراءة والكتابة على يد (المطوع) الكتاتيب في ذلك الزمن الجميل، وتعلّم فنون تجارة اللؤلؤ (والطواشة)، وفي عام 1947 ارتحل هو وإخوانه الكرام إلى مدينة الخبر مع والده محمد رحمه الله، وهناك بدأ حياة جديدة من العمل بالدخول إلى عالم التجارة والمقاولات، فأصبح من المقاولين البارزين في المنطقة الشرقية، ونفذّ العديد من المشاريع الداخلية والخارجية، وكان رحمه الله عضواً في جمعية البر الخيرية بالخبر. الخال عبدالله رحمه الله (خال الوالدة متعها الله بالصحة والعافية)، له تاريخ حافل في مواقف الخير ومساحات البر المليئة بالمواقف، وتاريخ فيه من الأحداث والوقائع، وله من العطاء في (أفريقيا وفي اليمن) وغير ذلك من المناطق، أسس رحمه الله جمعية اليوسف الخيرية في تنزانيا وزنجبار وبنى فيها المساجد والمدارس ودور تحفيظ القرآن الكريم، وكفالة الأيتام، وكان قريباً من الفقراء والضعفاء والمحتاجين وحبه لهم رحمه الله. كم نحب هذا الجيل، وكم نسعد لرؤيته والجلوس عنده بأدب واحترام وتقدير؟ جيل عرف شظف العيش وقلة اليد، وبعد ذلك عاش حياة طيبة كريمة من رغد العيش وأوسعه، وما تغيرت أخلاقه، وما غيرهم الغنى والوجاهة والمكانة الاجتماعية، وهو شخصية عصامية مثابرة، ومهابة لها مكانتها يحبها الجميع، ومع كل هذا يحمل التواضع والوقار، ومحب للعلم وأهله، ويحب قراءة كتب الأدب والشعر، وكان قليل الكلام ما رأيته يتكلم كثيراً من خلال رؤيتي له القليلة رحمه الله. وعرف كذلك حرصه الشديد على منفعة الناس وجمعهم في ساحات البر والصلة، وهو من أهل الوفاء شخصية محبوبة ومقدرة من الجميع، ويده من الأيادي البيضاء كريمة سخية بماله لكل من طلب منه المعونة، وفي أعمال الخير ومساعدة المحتاجين، ومجلسه مفتوح للقريب والبعيد على الدوام، مجلس كرم وخير. رجل كريم بأخلاقه وتواضعه، عُرف بصلة الرحم والتقارب بين جماعته وأهله وتفقده لأحوالهم، قلبه مفتوح، ملك قلوب إخوانه وأهله بالكرم والإحسان، والغيرة على دينه، عمل بصمت ولا يحب السمعة والشهرة، عاش كريماً محسناً لجاره. وله مآثر لا يعرفها إلاّ من صاحبه وجالسه وكان قريباً منه وملازماً له - رحمه الله -، نرجو أن يخرج لنا كتاب يحكي قصة حياته وما فيها من مشاهد ومباهج ومساحات وخبيئات صالحة كانت بينه وبين الله سبحانه وتعالى، فهو يستحق أن يُكتب عنه رحمه الله، وتُسجل مآثره ومواقفه والقيم والأخلاق التي كان يحملها في مسيرة حياته الطويلة المعمرة رحمه الله، فهو كبير في عمره.. كبير بأخلاقه.. كبير بعطائه وخيره.. كبير بمواقفه وإحسانه.. كبير مع أهله وعائلته ومجتمعه وأمته.. وكبير بإنسانيته وقيمه، فهو من جيل الطيبين النوادر رحمه الله. "ومضة" اللهم اغفر للخال عبدالله (أبو عيسى)، وارحمهُ، وعافِهِ، واعفُ عنهُ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ، ووسع مُدْخلهُ واغسلهُ بِالماءِ والثَّلْجِ والْبرَدِ، ونَقِّه من الخطايا، كما نَقَّيْتَ الثوب الأبيض من الدَّنَس، وَأَبْدِلْهُ داراً خيراً مِنْ داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدْخِلْه الجنة، وَأَعِذْه من عذاب القبر، ومن عذاب النار، واجزه يا رب خير الجزاء على ما قدمه من أعمال الخير في يوم الجزاء.. رحمك الله يا صاحب الوفاء والعطاء الخال عبدالله بن محمد اليوسف رحمة واسعة. [email protected]