11 سبتمبر 2025

تسجيل

نشأة القضاء العسكري في الدولة الإسلامية

24 فبراير 2022

يعود القضاء العسكري إلى أيام الدولة الإسلامية الأولى، فقد بعث النبي عليه الصلاة والسلام معاذ بن جبل إلى اليمن قاضيا على الجند أو واليا، وأيا كانت وظيفة هذا الصحابي الجليل فلا شك أنه كان قاضيا، ففي كتاب (مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح) إشارة هذا الخلاف في صفة الوظيفية فقد "اختلف هل كان معاذ والياً أو قاضياً ؟ فجزم الغساني بالأول، وابن عبد البر بالثاني. قال في الاستيعاب: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضياً إلى الجند باليمن يعلم الناس القرآن وشعائر الإسلام ويقضي بينهم، وجعل إليه قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال، خالد بن سعيد على صنعاء، والمهاجر بن أبي أمية على كندة، وزياد بن لبيد على حضر موت، ومعاذ بن جبل على الجند، وأبي موسى الأشعري على زبيد وزمعة وعدن والساحل- انتهى". وقد ولّد توسع الفتوح وتنامي أعداد الجند حاجة لنظم جديدة، تمثلت في استحداث هذه الدولة دواوين وترتيبات جديدة لضبط هذا المرفق ذي الطابع الخاص المتميز عن غيره من مناحي الدولة، ذلك أن الجند يتطلب السهر على تنظيمهم والتحكم في سلوكهم قضاء خاصا؛ لما لهم من أهمية في بسط نفوذ هذه الدولة والتمكين للأمن في أطرافها المترامية بحكم قيامهم بأدوار عسكرية تتمثل في فتوح بلدان جديدة وحماية بيضة الإسلام. وقد حمل القضاء العسكري في الدولة الإسلامية لقب قاضي الجند، وهو من الوظائف التي عرفتها الدولة الإسلامية منذ الفترات المبكرة. ففي أخبار القضاة: " وممن ولي منصب قضاء الجند من أهل الشام- دمشق أَبُو الدَّرْدَاء رضي الله عنه، ففي كتاب أخبار القضاة لوكيع وكان أَبُو الدَّرْدَاء قاضي الجند في زمن عُمَر وعثمان ومات قبل عثمان. lolwahamadalnaimi