11 سبتمبر 2025
تسجيلالأسرة هي اللبنة الأولى التي يتكون منها المجتمع، وهي أساس بنائه وتنميته، كلما تماسكت نما المجتمع وتطور، واستمر النظام الأسري، وكان قادرا على القيام بوظائفه، وأولها التنشئة الاجتماعية الصالحة، التي تنتج أبناء أكفاء قادرين على التفاعل مع محيطهم، وهي حق من حقوق الطفل، وإهمالها تقصير في حقه. هناك بعض الأساليب الخاطئة في تنشئة الأبناء، والتي قد يستخدمها البعض ظنا أنها صحيحة، وقد تؤثر على الأطفال، وينتج عنها الكثير من المشاكل للطفل، وتظهر في بداية دخوله المدرسة وتعامله مع الآخرين. سوء المعاملة الوالدية وهي: كل ما يصيب الأطفال من أذى مقصود، جسديا أو نفسيا أو جنسيا أو إهمالا تعليميا أو إهمالا عاطفيا أو عدم تأمين الرعاية النفسية، أو السماح لهم بالتصرفات السيئة أو تشجيعهم عليها. يتم استخدام القوة المفرطة غالبا في هذا الأسلوب؛ مما يترتب عليه أضرار جسيمة للطفل، ويلجأ إليه الآباء عند عدم قدرتهم على التحكم، ومعظم الآباء الذين يستخدمون هذا الأسلوب سبق أن تعرضوا له من جهة آبائهم. تسبب هذه المعاملة السيئة القلق بالنسبة للأطفال، وبعض الكدمات والجروح، ويقومون ببعض السلوكيات الشاذة؛ لكسب الانتباه، ويكون الطفل عنيدا وثائرا في حالات كثيرة. تربية الأطفال هي الهدف الأسمى للزواج، وينبغي أن تكون وفقا للمبادئ الإسلامية والاجتماعية الصحيحة، لكن بعض الآباء يستعمل أسلوبا سيئا؛ مما يؤدي إلى معاناة الطفل في المستقبل، مما يعد هذا هدما لأسمى أهداف الزواج. قصة واقعية امرأة لها ولدان (أربع سنوات وسنة وتسعة شهور)، تصرخ فيهما دائما رغم تعلقهما الشديد بها، وأحيانا تضربهما هي ووالدهما، وفي هذا إساءة عاطفية، وسوء معاملة جسدية، وإساءة لفظية، وبالرغم من محاولتها تهدئتهما عندما يبكيان إلا أنهما أصبحا دائمي الصراخ. تعرض الطفل لهذه المعاملة جعله دائم الصراخ في وجه والديه؛ كرد فعل، وقد تستمر معاناته وتؤثر عليه جسديا ونفسيا وسلوكيا، كما يصاب ببعض العواقب الجسدية، مثل الكدمات والكسور وبعض العواقب النفسية، مثل احتقار الذات والاكتئاب وغيرها. والأم لا تستطيع التحكم في غضبها، وهذا يقلق الطفل ويصبح عصبيا، ينزعج لأتفه الأسباب. واستخدام الأم للعقاب البدني يحبط الطفل ويشعره بالغضب؛ فيتسم بالسلوك العدواني المتمثل في الصراخ؛ فاستخدام العنف مع الأطفال يعزز عندهم السلوك العدواني، والعزلة الاجتماعية، ويستمر معه هذا فترة طويلة. يهتم الطفل بكل ما يستطيع رؤيته أو يستطيع الوصول إليه، ويبدأ بالوالدين اللذين يوجهان الأوامر وعقاب الطفل الذي يصاب بالخوف، وقد يشعر بعدم محبتهما له. والطفل في هذه المرحلة يكون كثير الحركة، محبا للاستكشاف، فلا يصح استخدام العقاب والغضب معه، بل لا بد من إحاطته بالحب والتشجيع، وتخصيص أماكن اللعب؛ فيكتسب ثقة في نفسه وحرية في الحركة والاستكشاف. ولا بد للوالدين أن يرفقا بالطفل ويستخدما سياسة النفس الطويل، والابتعاد عن العنف والحزم المبالغ فيه؛ لأن عكس ذلك يضر بالطفل ويؤثر على مستقبله. وفي النهاية، نجد أن سوء المعاملة الوالدية من المشكلات التربوية المهمة التي لابد من النظر إليها بتمعن، والعمل على تجنبها، واستخدام الأساليب الحديثة والمفيدة والملتزمة بتعاليم الإسلام والعادات الاجتماعية الصحيحة في تربية الأبناء والتعامل معهم.