18 سبتمبر 2025
تسجيلتسير أحداث اليمن بشكل متسارع ومخيف وسط غموض عند البعض بسبب عدم الاهتمام بمعرفة جذور الأزمة والأبعاد الداخلية والخارجية، فالبعد الداخلي انتقام فلول الكهنوف والتعصب العنصري الذي حكم اليمن قرنا أو أكثر بلغة الحديد والنار والقمع والإرهاب باسم الدين ويريد هذا النظام العودة باسم الدين، مستخدما وسائل المال وشراء الذمم ومتحالفا مع رجل مجنون ومهووس بالسلطة وهو الرئيس السابق الذي يريد إيصال ابنه إلى الحكم ولو مات 26 مليون يمني ولو على جماجمهم. أما البعد الخارجي: عنصرية تفكر بعقلية الإمبراطورية تريد أن تجر المنطقة إلى حرب بالوكالة لصالح مصالح الدول الغربية وشركات الأسلحة، هذه الدول التي تتلاعب بمجلس الأمن لتحقيق أهدافها في المنطقة ومنها تفوق إسرائيل.نحن اليوم أمام هذه الأحداث التي هي ليست وليدة اليوم وإنما مخطط سنوات أكثر من ثلاثين عاما عملت فيه إيران وحزب الله بكل إتقان وهدوء وخبث ومكر. وللأسف أن دولنا العربية عاشت في تخدير شديد وأعجبني مقال (جميل الذيابي) في جريده الحياة اللندنية عن تخاذل وصمت العرب وكيف خدعهم علي عبد الله صالح وعبد ربه منصور هادي اللذان باعا اليمن لهذه العصابة ولم يحصل في أي بلد من بلدان العالم أن يتم تسليم الأمن بأجهزته وملفاته لصالح دولة معادية للإسلاميين. إنما الخلل هو عدم تشخيص المشكلة والحيرة بسبب تضليل القنوات الفضائية للمشاهد العربي، قنوات كبيرة تصر على أن تجعل من الحوثيين أبطالا، أمثال عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي وسوبر مان الذي لا يقهر، نعيش مهزلة القنوات العربية التي ظلت ومازالت تضحك على المشاهد العربي من خلال استضافة ضيوفها الذين تتعمد باختيارهم، إما جهلا أو ماكرين، لتوصيل معلومات مزورة للمشاهد العربي ظلت هذه القنوات توصل للمشاهد العربي أن أمريكا وإسرائيل ستضربان إيران... إلخ، وهي تعلم أن هذا لا أساس له من الواقع في شيء وأخفت دور إيران في إفريقيا ومؤامرتها ضد الإسلام في كل مكان لتمزيق الأمة الإسلامية خدمة للأعداء وظل الإعلام والقنوات ومعها شبكات تواصل مشبوهة تريد أن تقلل من الدور الإيراني بحجة أن إيران لا تملك المال لتمويل حربها على الإسلام وهم يعرفون أنها تنهب خيرات العراق وبتروله، إلى أين وصلت أحوالنا ونحن نرى من يضلل الدول العربية والخليجية وكذلك عدم مسؤولية القوى القبلية في اليمن التي كانت مفرقة نتيجة سياسات وتسعى للحصول على المال وبعضها تآمر مع الجيش والأمن الذين باعوا البلاد لإيران وحلفائها بطريقة مخيفة وكذلك الأحزاب السياسية التي تلاعبت بالبلاد مقابل أموال أو مصالح من الرئيس السابق علي عبد الله صالح وعبد ربه منصور هادي، بل أصبحت روائح هذه الفضائح تزكم الأنوف بعفانتها وضعف قيادتها، فهذه الأحزاب التي أحضرت الحوثيين إلى الميادين للاعتصام ومكنتهم، تتودد لهم وتتقرب رغم جرائمهم وما قاموا به من ضرب وهدم للمساجد ومدارس تحفيظ القرآن والاختطاف والتهجير والجرائم بحق الإنسانية، كما أن قيادات هذه الأحزاب فيما يسمى بالمشترك والتي هي تحت سيطرة عملاء إيران كمحمد الرباعي وحسن زيد وغيرهما الذين غرروهم مكروا بهم برضاهم، لأنهم ليسوا في هذا ولا بهم الوطن وإنما مصالحهم، أوصلوا البلاد إلى الأسوأ ورفضوا أي نصح ورفضوا أن يتقبلوا أي رأي ولكن جعلوا شعاراتهم "ما أريكم إلا ما أرى". إنها كارثة كبرى ولهم قيادات تمتاز بالجهل، ولا فرق بينها وبين الأحزاب الأخرى، لا علم لها بخلفيات الأحداث وكل تؤدي دورها في جميع القبائل وتوعية الشباب، خسرت كل شيء بغرورها وتكبرها وعنجهيتها ودفع اليمن ثمن ذلك.المصيبة والكارثة الكبرى أن الذين يتصدرون المشهد من الناشطين والأحزاب ولا نريد أن نسميهم، قد أوصلوا اليمن إلى الهاوية...العرب اليوم وأهل اليمن يأملون في موقف إيجابي وعملي وخطوات من دول مجلس التعاون لوقف المخطط الجنوني الهمجي الإيراني ضد العرب وهناك أوراق كثيرة بيد دول المجلس تستطيع من خلالها ليّ ذراع إيران وكبح جماحها دون الصراع المباشر، فهناك وسائل كثيرة اليوم لا تخفى على أصحاب القرارات ويجب وقف هؤلاء عند حدهم حتى لا يجروا المنطقة إلى الهاوية وصراع طويل الأمل يدفع ثمنه أجيال وأجيال.