17 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس تحدثنا عن المرء منا وأنه هو من يصنع تعاسته بيديه، وبإمكانه أن يصنع سعادته بالمثل، ولكن الأغلب أن الإنسان يبحث عن تعاسته أكثر وإن زعم أنه يبحث عن عيشة هنيئة وحياة سعيدة!!طلبنا منك بالأمس حين تهبط عليك حالة التعاسة والاحباط والاكتئاب وسيطرة المشاعر السلبية على أفكارك وكل كيانك، أن تحضر ورقة وقلم وتبدأ بالكتابة.. وستتعجب من علاقة الورقة والقلم بالحالة، وستتعجب أكثر عما يجب أن تكتبه حينها.. ولك الحق في هذا الاستغراب الذي سيزول بعد أول تجربة في مقاومة تلك الحالة.إن وجدت نفسك يوماً محبطاً وتشعر أنك أتعس البشر على الأرض، ولا تكاد تطيق أحداً حولك ولا ترغب أن تنبس ببنت شفة، فما عليك سوى أن تحضر ورقة وقلماً وتبدأ تقسم الصفحة الى قسمين، تسمي القسم الأول قائمة التعاسة والقسم الثاني بقائمة السعادة وتكتب الآتي.في قائمة التعاسة التي أنصح أن تبدأ بها، اكتب كل ما يدفعك الى الشعور بالتعاسة والاحباط واليأس.. اكتب أي شيء، سواء كان انساناً أو عملاً ما أو هدفاً أو أي أمر آخر ترى أنه سبب تعاستك. ثم ابدأ اكتب في القائمة الثانية كل ما يسعدك ويكون سبباً لراحتك النفسية. بعد أن تنتهي من كتابة القائمتين، انظر إليهما وتمعن جيداً. سترى عجباً.قائمة التعاسة مهما بالغت وأكثرت في احصاء مسببات تعاستك لن تجدها بالكثرة التي كنت تتخيلها، لكن بالمقابل ستجد قائمة السعادة أكثر مما كنت تظن، بل ربما الورقة تلك لا تكفيك لحصر بعض مسببات سعادتك في هذه الحياة وليس كلها. اقرأ بعض ما بقائمة السعادة مثلاً وأنت في ساعة التعاسة تلك، ستجد أنك قمت من نومك دون مساعدة من أحد، ووجدت نفسك تبصر وتسمع وتتنفس الهواء وتحرك اعضائك كلها، ووجدت نفسك في بيت دافئ وسرير مريح وعائلة تحيط بك، قل او كثر عددها، ووجدت نفسك تشرب كأساً من الماء دون مشكلات، وربما طلبت كوباً من القهوة لتعديل مزاجك فتشربه دون مشكلات.. أتريدني أن أستمر في تعداد مسببات السعادة؟الآن.. أي القائمتين أحق بالاهتمام؟ جوابك علاجك، والقرار إليك.