15 سبتمبر 2025
تسجيلمسيرة هذا الطائر في هذه الحياة مسيرة عجيبة تحمل في طياتها ألما وأملا، وما أجمل الأمل والتفاؤل في زمن الألم، ومسيرة عطاء ووفاء، وتضحية وصبر ووئام، وتواصل ومسؤولية، وتأقلم واستمتاع في حركة حياتها من غير تضجر وتململ وتأفف، تشعرك بالأمان وتعلمنا كيف يكون الترابط والصداقة في الحياة، والقوة والعمل الجماعي بروح الفريق الواحد في المؤسسة ومن أجل المؤسسة. والكثير منا قرأ عن حياة البطريق وشاهده في برامج تلفزيونية وما أكثرها وأروعها سواء باللغة العربية أو الإنجليزية، والأطفال يحبون رؤية البطريق. لماذا؟؟؟ لا أدري... إنه طائر أنيق جميل الشكل والهندام ومخلوق عجيب لا تراه على صورة رثة-فسبحان الله العظيم الذي خلقه- تأنس وتبتسم لرؤيته ومشاهدته، منتصب القامة على أرجل قصيرة ليس فيها غرور أو عجب أو زهو، يتميز بمشية مثيرة ليس فيها تكبر أو خيلاء أو ازدراء، ولديه القدرة على التزحلق على الثلج أو الجليد عن طريق الهبوط فجأة وبشدة مستخدماً الانزلاق على بطنه روعة لمن يتابعه. سباح ماهر يستطيع السباحة بمهارة فائقة لمدة عشر ساعات بسرعة 13 كيلو متر في الساعة، لكنه يقفز للتنفس كل دقيقة خارج الماء يريد الحرية ويستنشق هواءها الذي منحها الله تعالى وغيره يخنق الحرية. له أعداء من طيور جارحة والفقمة وأسماك القرش حيث تطارده، وهكذا الحياة تجد من يحبك ومن يأنس لرؤيتك ويتعايش معك بكل أريحية وتفاهم ويحمل ويتمنى لك الخير في قلبه وعمله، ومن يُكن لك العداء ويضع الفخ ويتصيد معايبك وعثراتك ومساوئك ويكيد لك كيداً حتى لو كنت من أصحاب الكفاءة والجد والاجتهاد-ولا نعمم-إنها مجموعات واحدة-أي عالم البطريق- أو إن شئت أن تقول -مؤسسة البطريق- الفاعلة، تحتمي من البرد القارس لتدفئة بعضها بعضا من غير تمييز أو تفضيل أو تعنت أو اضطهاد. لها قيم وأخلاقيات تعيشها في حياتها ومع أقرانها فاقت الكثير من البشر -ويا ليتنا نتعلم- . وهي تربي صغارها في بيئة أسرية صعبة جداً مع تضحية وتحمل لمتاعب الحياة لا فيها دلال ولا دلع ولا ميوعة، ولا توفير كل ما تطلبه وتشتهيه النفس والرغبات ولكن فيها متابعة وتعليم وجد يصعب علينا نحن البشر تخيلها في أبرد منطقة في العالم. فهل منحنا أنفسنا فسحة للتأمل في حياة هذا الطائر "البطريق" لنتعلم منه دروساً نستفيد منها في واقعنا اليومي وعملنا المؤسسي، بما يحقق لنا من تكاتف الجهود وتوحيدها، وتفعيل الطاقات وتحريكها وغير ذلك من القيم الإيجابية فتكون النتيجة نهضة وإنجازا وتنافسا حقيقيا مؤسسيا متميزا وفاعلا. " ومضة " سبحان الله.. سبحان الله.. سبحان الله ما أجل وأعظم خلقك وقدرتك.. " قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى" فتأمل..