19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يدرك الجميع أن تزكية قائد القوات اللبنانية سمير جعجع للعماد ميشال عون لا تعني ضمان وصول الأخير إلى كرسي الرئاسة. فليس سراً أن السجادة الحمراء لقصر بعبدا تساهم أياد كثيرة في حياكتها داخلية وخارجية. لكن المؤكد، أن خطوة جعجع أعادت السباق الرئاسي إلى نشاطه، بعدما أصابه الجمود في الأسابيع الأخيرة بتزكية سعد الحريري لسليمان فرنجية مرشحاً وحيداً للرئاسة.شكلت خطوة جعجع تغريدة خارج سياق التغريدات المعتادة في العمل السياسي. فلم يسبق أن أقدم مرشح لمنصب الرئاسة يملك حيثية سياسية ونيابية وشعبية وازنة كالتي يملكها جعجع على ترشيح منافسه، وخصمه في السياسة وعدوّه في مراحل خلت. فالخصومة بين الرجليْن تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، وعادت وتجددت بعدما انضم جعجع إلى تجمع 14 آذار الذي يناصب النظام السوري وحلفاءه العداء، في حين انضم عون وحزبه إلى 8 آذار ووقع وثيقة تفاهم مع حزب الله. لذلك، شكل جلوس الرجليْن إلى جانب بعضهما مبتسميْن يصفق كل منهما لحديث الآخر أمام وسائل الإعلام وأمام اللبنانيين، شكل خاتمة سعيدة لمرحلة طويلة من الخصام، وإعلان مرحلة جديدة من العلاقة بين الطرفين.ليس سراً أن مبادرة جعجع بتزكية عون لم تكن حباً بالأخير، وإقراراً بكفاءته، بل تزكية لسيئ في مقابل من يعتبره الأسوأ، وهو سليمان فرنجية الذي قدمه النائب سعد الحريري من باريس، ملتحفاً بغطاء عربي ودولي وكنسي. فإن كانت الخصومة بين عون وجعجع سياسية فإن الخصومة بين الأخير وفرنجية شخصية وثأرية، تعود إلى عام 1978 حيث شارك جعجع بالمعركة العسكرية التي أدت لمقتل والديْ فرنجية وشقيقته وأكثر من ثلاثين من مؤيديه، وكانت عاملاً أساسياً في اندلاع حرب المائة يوم داخل الصف المسيحي.خطوة جعجع بتزكية عون لم تؤد فقط لعرقلة طريق فرنجية إلى قصر بعبدا، بل كانت لها جوانب نجح جعجع في الاستفادة منها واستثمارها والبناء عليها. فعلاوة على الرصيد الكبير الذي ناله جعجع في الشارع المسيحي باعتباره أسهم في وحدة الكلمة والموقف المسيحي بعد سنوات من الإحباط والفرقة، فإنها خلطت الأوراق، وأحدثت إرباكاً في كلا الاصطفافيْن السياسييْن. فإعلان تزكية عون من منزل جعجع في معراب، وجّه ضربة لحزب الله الذي طالما أعلن أن عون مرشحه لمنصب الرئاسة، مما بات يتطلب ترجمة فعلية في أول جلسة انتخابية بمجلس النواب، فينكشف ما إذا كان حزب الله فعلاً يريد عون رئيساً أو أنه كان يناور باسمه لعرقلة انتخاب الرئيس والإبقاء على شغور سدة الرئاسة. على الضفة الأخرى، الإرباك كان أكبر، فجعجع وجّه لكمة تحت الحزام لحليفه سعد الحريري، وأوصل له رسالة مفادها أن عدم التشاور معه في موضوع الرئاسة التي تعد الموقع المسيحي الأول في الدولة، وانفراد الحريري في تزكية سليمان فرنجية بعيداً عن حلفائه المسيحيين في قوى 14 آذار لم يعد مقبولاً ولن يمر، وأنه كما يحق للحريري تزكية فرنجية مرشحاً للجمهورية دون الرجوع لحلفائه، يحق لجعجع أن يرشح عون دون الرجوع لحلفائه.