11 سبتمبر 2025

تسجيل

حقوق البيئة العامة في الإسلام

24 يناير 2015

قال الله تعالى؛ منفراً من رفع الإنسان صوته دون حاجة ولا سبب: (وَاقصِدْ في مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ اْلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)، "لقمان: 19".ولا يخفى ما للضجيج والضوضاء من أثر سيئ على البيئة، وتلوث لسمع الإنسان وتشويش لصفاته، وتضييع لنعمة الهدوء والطمأنينة، وتشويش على ميزة التأمل وحسن التفكير، وتعويق للإنتاج والعطاء المثمر في حياة الناس.وفي حديث رواه مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم "من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل، طيب الرائحة"، وفي هذا إرشاد إلى الحرص على الروائح الطيبة وإشاعتها بين الناس، وتهاديها، وتجميل البيئة بها، لتربي حاسة الشم عند المسلم على محاسن الأمور ومكارمها، فيسعى في محاربة البيئة الملوثة أيا كان مصدر تلويثها.وهكذا نجد أن للبيئة أهمية ظاهرة ومكانة مرموقة ومبكرة في تعاليم الإسلام وتوجيهاته، وذلك من خلال نهيه عن تلويثها وتشويهها والإساءة إليها، بأي سبب من أسباب التلويث، ولو من مخلفات ونفايات الأفراد، أو الهيئات، أو المصانع، أو السيارات، أو المتاجر، أو الأسواق.بل إن الإسلام سبق الاهتمام الإنساني المعاصر في الدعوة إلى المحافظة على نظافة البيئة والارتقاء بها، وزاد على ذلك بأن تميز عن الدعوات المعاصرة بأنه جعل رعاية البيئة والحفاظ عليها صورة من صور العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وذلك من خلال ترغيبه في تجميلها وتحسين مظاهرها وعناصرها، والمحافظة عليها نظيفة نقية، كما أوجدها الخالق العظيم.