27 أكتوبر 2025

تسجيل

الإرادة والتحدي

24 يناير 2015

هل سمع أحد باسم "أنتوني ديلر" لا أحد يعرفه، فهو أبعد ما يكون عن نجوم الشاشة أو الغناء، أو أن يكون لاعباً مرموقاً في أندية القمة في أوروبا، والسبب أننا مع الأسف لا نهتم سوى بلاعبي كرة القدم مثل ميسي ورونالدو وغيرهما، نعم نهتم ببعض الفرق العالمية بل أن بائعي القمصان في الأسواق العربية يعلقون شعار الأندية الإسبانية، الإيطالية، الإنجليزية والفرنسية، أما الأندية الأخرى فيتم عرضها على استحياء.أنتوني ديلر لمن لا يعرف هو بطل من أبطال الملاكمة، في فترة من فترات العمر كنا نهتم بالملاكم المعجزة محمد علي كلاي، قاهر كل أبطال العالم منذ سوني ليستون، فلوريد باترسون، مروراً بجو فرايزر، وغيرهم وتعاطفنا مع نسيم حميد ذات الأصول العربية، ولكن فيما بعد تناسينا كل هذا، ولكن بطريق الصدفة كنت أتابع إحدى القنوات، ولأنني من عشاق اللعبة تابعت بطولة العالم في وزن فوق المتوسط، كان أنتوني ديلر يلاعب متحديه، كان يتحرك ويسدد الضربات وهذا جزء من أصول الفن النبيل، وعندما فاز بالمباراة ذكر المذيع أن هذا البطل قد انتصر على المرض! وأيّ مرض؟ كان الملاكم مصاباً بسرطان العظام!! ولكن أي إرادة يملكها هذا الرياضي. أولاً أن ينتصر على المرض وأن يقهر السرطان، لم ينزوي في ركن قصي يجتر ما بقي من ذكرياته.لم يندب حظه، لم يستسلم أو ينهزم، إنه صورة أخرى من صور عدة لعدد من اللاعبين تحدوا المرض وانتصروا عليه، هل يتذكر أحد الآن لاعب كرة السلة الأمريكي الذي انتصر على مرض "الإيدز؟" لماذا؟ لأن كلاهما يملك الإرادة .. إرادة التحدي في وجه المرض، كلاهما كان يملك العزيمة في تحدي المستحيل، لم ينزو كلاهما في ركن قصي يجتر أحزانه ولكن اعتبرا الأمر مرحلة، وعبر إيمانهما بذواتهما تحديا المرض وكتبا شهادة أخرى. هل يتذكر أحد الآن بطل مسابقات الجري بلا ساقين الاسترالي وكان يسابق الأصحاء!! لا شيء يعوق الإنسان في الحياة متى ما امتلك الإرادة والعزيمة وآمن بذاته، والمؤسف أن البعض مع الأسف ينهار عند أول مواجهة ويندب حظه العاثر، نادرون من يواجهون الحياة، تذكرت أحدهم وقد أحيل إلى المعاش ولم يصل إلى العقد الرابع من عمره يقول: ماذا أفعل الآن؟ قلت له: قلب في صفحات التاريخ، فالحياة تبدأ في أي لحظة، ولا حياة مع اليأس!