11 سبتمبر 2025

تسجيل

الكويت فوق أي اختلاف

24 يناير 2006

نتألم كثيرا للخلاف القائم بين الأشقاء في دولة الكويت الشقيقة، داخل الأسرة الحاكمة، ونسأل الله عز وجل أن تكلل جهود الحكماء والعقلاء سواء من داخل الأسرة، أو من رجالات الكويت بالتوصل لحل توفيقي يرضي جناحي الاختلاف في هذه الدولة الشقيقة، التي طالما انتصرت على جراحاتها، وأبرزها الغزو الغاشم الذي تعرضت له في الثاني من أغسطس 1990، عندما خرجت منتصرة برغم كل الجراحات، فكان أول انتصار هو اللحمة التي توطدت بين الصغير والكبير، فوقف الشعب والقيادة صفا واحداً. واليوم تمر الكويت بمحنة - إن صح التعبير - كبيرة، كانت برحيل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، وانتقلت المحنة أو الأزمة إلى الحكم، حيث تدور الخلافات بين أشخاص لهم مكانتهم الكبيرة، ليس فقط في نفوس أهل الكويت، بل في نفوس أهل الخليج، فسواء الشيخ سعد العبد الله أو الشيخ صباح الأحمد، فكلاهما لعبا أدواراً تاريخية وكبيرة في تاريخ الكويت والمنطقة، ولا يختلف على دورهما أي شخص، وبالتالي لا نريد أن يحدث الاختلاف والانشقاق في بيت الحكم، ولا نريد أن تظل الأمور معلقة وغير مستقرة، في بلد تحكمه مؤسسات ودستور فاصل، وقبل ذلك رجال حكماء. فإذا كانت الكويت قد انتصرت على غزو خارجي، وخرجت بتكاتف الأسرة الحاكمة والشعب معاً، فهل يعقل أن «فتنة الحكم» يمكن لها أن تعصف بالأسرة والدولة والشعب؟ لا أظن في بلد يتمتع بكثير من العناصر الإيجابية أن تستطيع «عاصفة» بسيطة التأثير في مسيرته وعطائه، أو توقف عجلة نموه، أو تحدث شرخاً في بيته الداخلي، أو علاقاته الأسرية، القائمة على المحبة والتواصل، والتوادد. الكويت أولاً وأخيراً، وفوق أي مصلحة، فالجميع في هذه الدنيا عابر، بينما الكويت باقية، وبالتالي أجزم بأن المصلحة العليا للكويت هي فوق أي اعتبار، وهي نصب أعين كل من يتحرك، ونأمل أن تتفوق هذه المصلحة، وأن يكون هناك تنازل من كلا الطرفين في سبيل هذه المصلحة، ولا نريد أن نخسر أياً من الأطراف. حكماء الأسرة الحاكمة، وحكماء الكويت، لا تنصرفوا إلى مصالح آنية، انظروا إلى مستقبل الكويت، فقد عرف عنكم في الملمات والمصائب أنكم تخرجون اكثر قوة وصلابة وارتفاعاً فوق أي جرح قد يعترض طريقكم، حكموا العقل فأنتم أهل حصافة ورأي، ولاتجعلوا الأمور تخرج من بين أيديكم، ولا تدعوها تكبر، واجعلوا اليوم هو الحاسم وبالتراضي بين جميع الأطراف. مصلحتكم هي مصلحتنا ومصلحة الخليج، فقلوبنا معكم، ودعاؤنا لكم، بأن يفرج الله هذه السحابة، وأن تمر دون التأثير على البيت الداخلي، سواء الأسرة الحاكمة أو الشعب.