19 سبتمبر 2025

تسجيل

إدارة بايدن في انتظار المزيد

23 ديسمبر 2023

أثنى الرئيس الأمريكي جو بايدن على دور الجهود القطرية والمصرية التي أسهمت في التوصل إلى نجاح عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، مؤكدا أن الجهود لا تزال متواصلة والاتصالات لا تزال قائمة بغية التوصل الى اختراق ثان يمكن من تحرير المزيد من الرهائن ويوقف آلة الحرب التي دمرت كل شيء، في نفس الوقت أبدت حركة المقاومة الاسلامية تجاوبا مع مساعي التهدئة من أجل زيادة عدد المفرج عنهم من الأسرى مقابل هدنة أطول وهو ما نقلته إحدى الوكالات الفرنسية للأنباء من مصدر مقرب من قياديي الحركة . في مقال نشرته في الأسبوع الأول من بداية الأحداث تحت عنوان «هل تنجح قطر في تحقيق اختراق يدفع الى التهدئة ؟» كنت قد أشرت الى أن الإدارة الأمريكية تعول على الدور القطري في أزمة الرهان الأمريكيين المتواجدين في غزة بالنظر إلى علاقتها الوطيدة مع قيادات حركة حماس التي تستضيفها على أراضيها، وسلطت الضوء عن الرصيد الدبلوماسي لقطر والتي نجحت في العديد من المرات في دور الوساطة في العديد من الملفات، منها ما يتعلق بشؤون الشرق الأوسط وما يتعلق بملفات أفريقية، وفي الأمس القريب عاد الفضل للدوحة في التوصل الى هدنة 4 أيام تحصلت فيها غزة على جرعة من المسكنات من خلال السماح لشاحنات الوقود والمساعدات الطبية والغدائية بالدخول. عزز الدور القطري قطر في صفقة التبادل بين واشنطن وطهران ومؤخرا في حرب غزة صفقة تبادل الأسرى، مكانة الدولة الخليجية كشريك مفضل للادارة الأمريكية وهو ما سيمكن الدوحة من لعب ورقة ضغط قوية تسمح بقطع الطريق أمام مسألة إنهاء حكم حماس بالقوة في المقابل ستضطر قطر الى اقناع حلفائها في غزة بتقديم كل الضمانات الممكنة من أجل التوصل الى هدنة طويلة المدى وهو الأمر الذي سيصل بعد مفاوضات ينتظر منها أن تكون شاقة ومعقدة الى انهاء الصراع بعد شهرين من القتال الدموي والذي خلف خسائر مادية وبشرية غير مسبوقة في تاريخ الصراع الطويل. في نفس الوقت تلعب مصر دوراً متوازناً في إدارة العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، وبالاضافة لما يمليه البعد العربي الاسلامي من واجبات نحو القضية الفلسطينية فهي تفعل ذلك حفاظا عن أمنها القومي لما يشكله التصعيد من تأثير مباشر عليها بالنظر للقرب الجغرافي، ولا يقتصر الدور المصري على الجهود الدبلوماسية بل يتعدى الى الدور الفني من خلال التنسيق مع مختلف الأطراف والهيئات الأممية من أجل ضمان وصول المساعدات وترتيب حركة الأشخاص من والى غزة في زمن السلم والحرب وهو دور في بالغ الأهمية ويكسب مصر ثقلا لا يقل عن ثقل قطر بالنسبة للإدارة الأمريكية، ولا يستبعد أن تأخذ القاهرة زمام المبادرة والترتيب لعملية اعمار قطاع غزة ما بعد الحرب وقد تستضيف مؤتمرا اقليميا من أجل ذلك . حصلت قطر ومصر على اشادة واسعة بعد جهودهما التي أفضت الى تحقيق أول مؤشر ايجابي منذ اندلاع الحرب وتخطتا التعقيدات الشكلية التي كانت ستؤدي الى نسف الهدنة في الربع ساعة الأخير من التفاهمات، وبفضل الانفراجة الأخيرة تعبد الطريق نحو إمكانية استكمال مسار التفاوض الذي سيفضي الى صفقة تبادل جديدة أو ربما الى هدنة أطول قد تكون اعلانا لنهاية الحرب، وبهذا النجاح تمكنت الادارة الأمريكية من تخفيف الانتقادات المتصاعدة التي حملتها مسؤولية الفشل في بعث عملية السلام والذي ترتب عنه المزيد من التوتر في الشرق الأوسط، الأهم قبل كل شيء ان سكان غزة قد تحصلوا على استراحة قصيرة وتمكنوا من استعادة انفاسهم بعد أن دخلت الحرب منعرجا خطيرا مع نفاد الدواء والغذاء والوقود.