11 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا ستأخذ معك؟!

23 ديسمبر 2021

سنمضي يوماً ما... تاركين كل شيء خلفنا!. سيتوقف أحدنا عن إكمال حياته يوماً ما!. سَنَرحلُ... وَيبقى الأثر، فلنُحسن الأثر!. كلٌ سيمضي ويبقى الأثر!. عابرون والدنيا ليست لنا ولا لغيرنا!. لا لمسلم ولا لكافر، ولا لجاحد ولا لملحد، ولا لطاغية ولا لمتكبر مغرور.. ولا لرجل ولا لمرأة، وهكذا... الكل راحل ومغادر!. ماذا ستأخذ معك؟! ماذا ستأخذين معكِ؟ لا شيء سوى العمل!. "واعلم أن الناس كلهم في هذه الدنيا على سفر..".!. كم ستعيش؟ كم ستعيشين؟ عشرون.. أربعون.. ستون.. ثمانون.. تسعون.. مائة..، راحل.. الكل راحل قصر العمر أم طال، "آهٍ من ثقل الحمل وسوء الرفيق... آهٍ من قلة الزاد وبُعد الطريق". فــ "كُلُّ النَّاسِ يَغْدو، فَبائعٌ نَفْسَهُ، فَمُعْتِقُها أَو مُوبِقُها". فاربأ بنفسكَ أن ترعى مع الهَمَلِ!. كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ يَوْماً على آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمولُ لن تأخذ معك أو معكِ: عقاراتك التي هنا أو هناك.. أرقامك المميزة لهاتفك أو سيارتك.. أسهمك في البورصة.. سيارتك بفخامتها.. يختك الواسع المريح.. تجارتك.. أموالك في البنوك هنا أو هناك.. سبائك الذهب.. ساعتك التي في يدك من أحسن الماركات.. مقتنياتك النفيسة.. شهادتك الجامعية أو التقديرية.. دروعك.. أوسمتك.. وجاهتك.. منصبك.. كرسيك.. شهرتك.. مؤلفاتك.. ذهبكِ.. أحذيتكِ المتعددة الألوان.. حقائبكِ ذات الأثمان.. ملابسكِ الزاهية...... لا شيء، كل هذا سيُترك وستحمل وستحملين على الأكتاف، واللباس فقط الأبيض بدون جيوب، وستكون وحدك لا جليس ولا أنيس ولا قريب ولا صديق ولا حبيب ((فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ))!. كل هذا لا يعني أنك تجلس وتغلق عليك الباب وتفكر متى سترحل؟! لا، ما هكذا علَّمنا ديننا الإسلامي!. وإنما حثنا على العمل والفأل الحسن، والتوازن "وخُذ من صحتكَ لمرضكَ، ومِن حياتكَ لموتكَ"، والسعي في هذه الأرض بما يرضي الله سبحانه وتعالى ويخدم المجتمع والأمة والتمكين لها ونهضتها وعزتها وقوتها ((الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)). ((فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ))، ((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)). فإياك أن تتخلف عن ركب الجادة ومعالي الأمور!. فــ "السنون منازل، والشهور مراحل، والأيام أميال، والأنفاس خُطوات، والمعاصي قُطّاع...". "يَا عِبَادِى إِنَّمَا هِي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ"!. فماذا ستأخذ معك؟!. وماذا ستأخذين معكِ؟!. "ومضة" آن الرَّحيلُ فكن على حذرٍ ما قد ترى يغني عنِ الحذرِ لا تغتررْ باليوم أو بغدٍ فــلرُبَّ مــــغرور على خــــطرِ [email protected]