بريطانيا معزولة عن العالم

‏مع ظهور وباء كورونا (كوفيد - 19) وانتشاره في كافة أقطار العالم، ما زال العالم يصارع تفاقم هذا المرض بكل بسالة، بالرغم من التوصل الى علاج له ظهر في هذه الأيام، حيث تحاول كافة الدول شراءه، مع تحفظ الكثير من الافراد عليه، خوفا من حدوث أية مضاعفات جانبية كما يتوقعون ويخمنون. وفي بريطانيا ظهرت سلالة جديدة من الوباء الفتاك خيم عليها بتشاؤم كبير في كيفية التعامل معه، من خلال حدوث حالة من الارتباك داخل المجتمع، في وقت يحتفلون فيه بأعياد الكرسماس ورأس السنة الميلادية، التي دائما ما تشهد التجمعات العائلية بشكل لافت للأنظار، وهي طقوس معروفة تعود عليها الانسان الغربي في كل عام. إلا أن ظهور السلالة الجديدة لكورونا أو "كورونا 2" كما يطلق عليه البعض سيغير حياتهم، ويقلبها الى جحيم، بسبب عودتهم الى المربع الأول من خلال اعادتهم الى الحجر المنزلي من جديد، والتزامهم بكافة الاحترازات بكل صرامة. ولعل اول المتضررين هو الاقتصاد البريطاني الذي هبط من خلاله الجنيه الإسترليني الى ادنى مستوياته في بداية عام 2020م، قبل ان يتعافى ويتحسن مستواه الى الأفضل خلال الفترة القليلة الماضية. ومن الواضح ان نزول البورصات الأوروبية والأمريكية الى انهيار غير مسبوق قبل أيام سيكلف المملكة المتحدة وجيرانها المزيد من الخسائر والهزات المالية التي ستستمر - بلا شك - لفترة غير معلومة ولا نعرف منتهاها. ولعل أول الخاسرين من خلال هذه السلالة الجديدة هم أصحاب الاستثمارات الخليجية والعربية التي تثق في الاقتصاد البريطاني منذ عقود طويلة. وتشير الانباء الى ان السلالة الجديدة ستبقى آثارها السلبية باقية على البورصة الخليجية التي خسرت بالأمس وفور اعلان الخبر ما يقارب 38 مليار دولار في جلسة واحدة (21 ديسمبر 2020)، بسبب مخاوف الناس من حدوث المزيد من الهبوط الحاد في قادم الأيام لا قدر الله. الاقتصاد العالمي سيشهد انتكاسة كبيرة لا نعلم عواقبها ولا مداها، وهو ما يؤكد ان السيولة ستكون مفقودة ومتوقفة، بسبب الشلل الذي سيخيم على الاقتصاد العالم بمساوئه المتوقعة، خاصة اذا علمنا بأن السلالة الجديدة الاكثر انتشارا من فيروس كورونا، لكونها تتغير وتتطور باستمرار، الا انه لا توجد أية ادلة دامغة على انه يسبب الوفاة بشكل أكثر من الفترة السابقة. كلمة أخيرة: الخطر الأكبر على الاقتصاد البريطاني يكمن في ان السلالة القادمة استطاعت ان تعزل البلد عن العالم كليا، عبر توقف خطوط الطيران التي علقت رحلاتها منها واليها خلال ساعات، بعد اعلان نبأ التطورات الصحية الأخيرة. يا لطيف الطف. [email protected]