20 سبتمبر 2025

تسجيل

النجاح .. رحلة لا تنتهي

23 ديسمبر 2015

قلنا بالأمس ما معناه في مسألة النجاح، إنها مختلفة الفهم لدى كل إنسان، باعتبار أن كل واحد منا يختلف عن نظرائه من بني البشر في فكره وتوجهاته وثقافته بشكل عام، سواء كان من نفس هذه البقعة أو من بقاع بعيدة على هذه الأرض.. ولأن كل واحد منا له معاييره الخاصة التي ينظر بها إلى الأمور والأشياء، والتي على ضوئها يقرر ما إن كان أي هدف يحققه هو نجاح وإنجاز أم لا، فما تجده نجاحاً قد لا يكون بالضرورة كذلك عند غيرك وهكذا. النجاح في الحياة هو أن تحقق هدفاً أو عدة أهداف يمكن أن نقول عنها أهدافاً إستراتيجية، تكون قد حلمت بها ليالي وأياما طويلة، واستشرفتها حتى اتضحت لك معالمها، بل وبدأت تراها في أحلام اليقظة وقد تحققت، فشعرت بلذتها ورأيت نتائجها، فقمت بالتالي بتجهيز ما يلزم من خطط ودراسات واستشارات وعمل صحيح جاد، لكي تحولها إلى واقع تعايشه.الأهداف الإستراتيجية أو بعيدة المدى لكل إنسان قد تختلف عن أهداف الآخرين، والفهم العميق لمغزى الوجود في هذه الحياة، سيكون عاملاً مهماً في تحديد ما تريد تحقيقه من أهداف في حياتك الدنيا، بحيث تكون ذات نتائج أو مردود مستقبلي مزدوج عليك، ترى بعضها في مستقبلك القادم في هذه الحياة القصيرة، فيما البعض الآخر- وهو الأهم - ستراها في مستقبلك الحقيقي بالحياة الأخروية الباقية الخالدة.من هنا سندرك بأن النجاح رحلة لا تنتهي عند تحقيق أهدافنا في حياتنا الحالية، بل الأصل أن نستمر في العمل لآخر رمق، كي تمتد تأثيرات نجاحاتنا في تحقيق الأهداف إلى الحياة الأخرى، وتلكم والله هي الغاية الكبرى من وجودنا في هذه الحياة المؤقتة.. (وَمَن يَعْمَلْ مِن الصَّٰالِحَٰاتِ مِن ذكرٍ أَوْ أُنثىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ* فَأُولَٰٓئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ...)، وهل الفوز بالجنة يعادله فوز أو نجاح آخر للإنسان؟