29 سبتمبر 2025
تسجيليحتفل العراقيون هذه الأيام بانسحاب القوات الأمريكية من العراق بعد احتلال دام ثمانية أعوام ويصفون هذا الانسحاب بالعيد الوطني أو اليوم الوطني.ورغم أن انسحاب هذه القوات الغازية المحتلة يشكل نصراً للمقاومة العراقية الباسلة التي اضطرت إلى الهزيمة أمام شجاعة وبسالة الشعب العراقي وصورته الحكومة العراقية الحالية بالانسحاب تمشياً مع رغبة الإدارة الأمريكية حفاظاً على ماء وجهها فإن هذه الهزيمة العسكرية الأمريكية من العراق تشكل للعرب جميعاً فرحة غامرة، إلا أن هذه الهزيمة العسكرية لم ترافقها هزيمة سياسية للاحتلال، فالمشروع الأمريكي الذي جاء به الاحتلال لا يزال قائماً في العراق من حيث زرع الطائفية والمذهبية والعرقية والقومية بل أنه يشتد يوماً بعد يوم، خاصة ما نسمعه ونشاهده من نذر حرب بين الأكراد والعرب وبين السنة والشيعة، فبالأمس أطلق الأكراد النار على طائرة هليوكوبتر عراقية وشاهدنا كيف يتحصن الأكراد في مواقع عسكرية وأن جيشهم المعروف بقوات "البشمركة" يتخذ مواقع قتالية ضد الجيش العراقي.وبالأمس وقبلها وجدنا الحرب الكلامية ما بين السنة والشيعة عندما بدأت هذه الحرب بصدور قرار الإعدام بحق نائب رئيس الجمهورية العراقية طارق الهاشمي بحجة أنه يدعم الإرهاب والهاشمي كما هو معروف يمثل السنة والمالكي الذي أصدر الحكم يمثل الشيعة كما قسمهم الاحتلال وكما ارتضى هؤلاء بهذا التقسيم الطائفي وهذا يعني أنهم مشاركون في رغبة الإدارة الأمريكية ويتأكد هذا الانشقاق بل هذه الانقسامات والحرب الكلامية عندما صدر أيضا بالأمس قرار قضائي يتهم مجموعة حراسة رافع العيساوي وزير المالية بالإرهاب أيضاً والعيساوي أيضاً محسوب على السنة.هذه الأحداث التي يعيشها العراق الآن تؤكد أن الاحتلال الأمريكي للعراق لم ينسحب بعد لأن مخططه لا يزال قائماً ويترحم على أرض الواقع.ومن أجل أن يحتفل العراقيون ومعهم كل العرب بانسحاب أو هزيمة القوات الأمريكية الغازية لابد من إزالة آثار هذا الاحتلال التي تعتبر أخطر من الوجود العسكري لأن الوجود العسكري والاحتلال والغزو العسكري يهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية والمكاسب السياسية لا تزال قائمة على أرض العراق والتي تتمثل في تقسيم المجتمع العراقي الواحد إلى كردي وعربي وإلى سني وشيعي والأخطر من كل ذلك أن هذه الأهداف السياسية لهذا الاحتلال بتقسيم وتفتيت العراق تم إقرارها في الدستور المسخ الذي رسمه حاكم الاحتلال الأمريكي – بريمر، وصادق عليه العملاء الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية أو الذين تسللوا خلف هذه الدبابات، لهذا ومن أجل أن يستكمل العراق حريته وسيادته لابد من إزالة آثار الاحتلال بدءاً من طرد عملائه وانتهاء بإلغاء دستور الاحتلال عندها يمكن أن نحتفل جميعاً بالاستقلال والحرية وطرد الاحتلال وإذا لم يتحقق ذلك، فإن العراق لا يزال تحت الاحتلال.