18 سبتمبر 2025
تسجيلللأسف عندما يفتح الإنسان على نشرة الأخبار أو يقرأ صحيفة يرى أخباراً لا يصدقها عاقل، صراعات وتكالب على السلطة ومهاترات، والإعلام للأسف يوقد النار ويضرمها، العالم العربي اليوم لا يناقش الوحدة العربية ولا يناقش برامج التنمية ولا مستقبل الأجيال ولا الحوار لحل المشاكل، ولكن السب والشتم وتبادل الاتهامات ورفض الحوار، هؤلاء يقبلون بالحوار مع إسرائيل والسلام معها ويرفضون الحوار مع بعضهم، الكل يجري ويلهث للوصول للسلطة والحصول على المكاسب والناس لا تدري،..!! فراغ وبطالة وجهل يجعلها تسير مع أي شعار في مهرجان الشعارات والخطب والإعلام الذي أصبح يتسابق للوصول إلى الإثارة دون خوف الله من عواقب ذلك، إننا اليوم نشهد مناظر لا يصدقها العقل؛ دعوات انفصالية وفئات مذهبية ودعوات عرقية عكس ما يجري في العالم. لقد تنكروا لقضية فلسطين والقدس التي لم تعد محط اهتمام أحد، فذلك لم يعد شأناً مهماً، لأن ذلك أصبح الآن تحت تصرف إسرائيل تعبث وتغير الخريطة الديمغرافية وتهدد القدس وتريد فرض حل على الفلسطينيين كأمر واقع بشروطها لأن العرب تركوها تعبث ولا يهمهم شيء سوى هذه الكراسي، جميع التيارات بدون استثناء تفكر بعقل واحد وهو السلطة وليس الوطن، ما هذه المأساة والفتنة التي نحن فيها وكلها لصالح إسرائيل؟، دمروا العراق وحولوه إلى ساحة خوف ورعب وخراب ودمار وانتهى دورها القومي، وهي في قبضة الأعداء بما يخدم مصلحة إسرائيل، وها هي سوريا تدمر بشكل مخيف بسكوت من الغرب الذي يصدر المجاملات والشعارات للسوريين ويغض الطرف عن الأسلحة المصدرة من البر والجو من بغداد لدعم النظام السوري واعطائه القوة وأسلحة إمدادات إيران لا يتكلم فيها أحد، ومصر سائرة في طريق الحرب الأهلية والانقسام، صراع بين الإسلاميين والليبراليين وأحقاد التاريخ، والمجاملات مجرد مغالطات الليبراليين والأحزاب لم ترض بوصول الإسلاميين وتريد إسقاطهم ومبارك كان أفضل بكثير لهم، لأنهم كانوا في حرب سنوات مع التيارات الإسلامية وسعوا للقضاء عليها وها هي في الحكم أمر لا ولن تقبل به، التيارات القومية والتيارات الإسلامية لم تعرف اللعبة انخدعت بالابتسامات والبيانات الغربية، وغرها الشارع الذي انقلب عليها وكان الأولى أن تقيم حكومات ائتلافية حتى تستقر الأمور وتضع الصندوق حكماً للجميع، ولكنهم وقعوا في الفخ وأصبحوا مثل أصحاب حنين إذ أعجبتهم كثرتهم، وأصبحوا مثل رماة أحد تركوا مواقعهم وذهبوا يتنافسون على الغنائم فجاءهم من خلفهم من يقضي عليهم من هذه الثغرة. وا أسفاه!! أموال تهدر ونفقات واقتصاد منهار وديون.. حققنا لأعدائنا ما يريدونه مجاناً بلا مقابل، ثقافة الكراهية والأحقاد ورفض الحوار في مصر واليمن وليبيا، لا يعنيهم الآثار الناجمة، العالم كله يجلس على طاولة الحوار أما في مصر واليمن فالقوة هي الحل والغرور، والشارع كما يقولون لا يعرف الحقيقة ولكنه مع كل ناعق لأنه شارع معروف بالحماسة في ظروف فقر وبطالة وأزمة اقتصادية حادة، الكل يريد أن يصل السلطة، والحرب من السهل أن نبدأها ونشعلها ويصعب إنهاؤها، وهذا لعب بالنار، والناس للأسف لفراغهم وبطالتهم أصبحوا يخرجون للشوارع للانضمام لمظاهرات وشعارات لا يعرفون لماذا وإنما هو التقليد. دمروا بلدانهم وانتشرت الأسلحة، والمطلوب هو جر البلاد لحروب أهلية والتقسيم إلى دويلات وصوملة العالم العربي، المطلوب هو الصوملة بأسلوب يتفق مع كل بلد، نحن بصراحة في أزمة اسمها الوفاء الوطني، نحن في أزمة حب الوطن، ونحن نفتخر للقيادات الوطنية المخلصة التي نبحث عنها بدون فائدة، هذا الوضع خطير والمستقبل مظلم والكل شعاره: "حب الكراسي من الإيمان"، نحن في أزمة أخلاقية وطنية من حيث التخريب والسب ونشر ثقافة الحقد والكراهية، والحكام والمعارضة لا يقلون عن الحكم السابق، وعندنا من معارضة هذه كلهم رؤساء لا يقبلون لحكم أحدهم ويريدون أن يحكموا رئيساً في الصباح ورئيساً بالظهر ورئيساً بالمساء مثل تناول وصفات الطبيب، عندنا رؤساء كثير.. للأسف يريدون أن يحكموا فقط لا غير ويبقوا على رأس السلطة، ويستحيل أن يقبلوا جميعاً بالديمقراطية إلا شعاراًّّ هذه هي الحقيقة المؤسفة، ضاعت الديمقراطية في مصر واليمن وتحولت إلى خراب ودمار وكراهية. من يصدق أن اليمن يريدون انفصالات لخمس دويلات، ومصر كذلك، أما الدول العربية الأخرى فحدث ولا حرج. الآن هناك من يسعى لنشر التقسيم إلى دويلات للأسف، وهو ما يريده الغرب حتى يهيمن على المنطقة ويؤمن إسرائيل وبقاءها كشرطي المنطقة، مثل الشرطي الثاني إيران التي تهدد البحرين وتثير الفتن وتدمر اليمن وتشجع الانفصال على أساس عرقي في الجنوب، وعلى أساس طائفي بصعدة، وأموال إيران تدعم البيض وغيرها وتدعم جماعة أنصار الشريعة للدمار والموت، وتريد تمزيق اليمن وجره لحرب أهلية حتى تسيطر على المنطقة، وتطبق نموذج العراق وتسعى لاستنزاف سوريا، وهكذا وعندنا جيل تائه ضائع يسير بلا هوية، ولا توجد قيادات توجه وتضبط الأمور وتصلح وتجمع الكلمة، أين ضاعوا ونحن أفلسنا في القيادات. فلا حل إلا أن تراجع أخطاؤنا ويجب على منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية الدعوة للقاءات، لمناقشة هذه الأزمات ووحدة كلمة المسلمين ومع هؤلاء دعاة الفتنة الانفصالية والطائفية من القيام بمنهجهم وثقافتهم السيئة التي تحقق أهداف الأعداء، وتقود لحروب أهلية الله أعلم بعواقبها.