17 سبتمبر 2025

تسجيل

إنه الإمام البخاري رحمه الله

23 نوفمبر 2020

في تاريخنا الإسلامي الممتد عبر السنين، نماذج مشرقة صنعت لأمتها مباهج الخير، وما زالت آثارهم ومباهجهم ممتدة حتى هذه اللحظة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ينهل الجميع من تراثهم الإسلامي والعلمي والحضاري الإنساني، وما سطروه من خير ومعين زلال، واستطاعت بفضل الله تعالى أن تخلد اسمها في صفحاته. وإن أمة فيها هؤلاء النوادر الكبار من صُنَّاع الحياة، لجدير أن يُحتفى بهم على الدوام وإظهار معالمهم وتفوقهم وما قدموه لدينهم وأمتهم وللإنسانية جمعاء ما بخلوا يوماً رحمهم الله، ومن هؤلاء الكبار، الإمام العَلَم المحدث الحافظ الفقيه أبو عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، صاحب الجامع الصحيح، المولود ببلدة بخارى، إحدى مدن "جمهورية أوزبكستان" حالياً رحمه الله. فالإمام البخاري رحمه الله إمام الحفّاظ والمحدثين، وصاحب التأثير العجيب، "إذا حضر إلى بلد من البلاد هرع إليه الفقهاء والعلماء وأهل الحديث ليسمعوا منه الحديث ليكتبوه"، و"له في باب الارتحال لطلب الحديث، وقلَّ قطر من أقطار الإسلام إلاّ وله إليه رحلة"، وهو" آية من آيات الله في الحفظ والفقه، نعم لقد حفظ الله تعالى به جزءا من الوحي، إنها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وهو من أفنى عمره في تعليم الناس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإمام البخاري عزيز النفس، قوي الحجة، شجاع في الحق" لا أبالي إذا سلم ديني". "قل له إنني لا أذل العلم، ولا أحمله إلى أبواب السلاطين، فإن كانت له حاجة إلى شيء فليحضرني في مسجدي أو في داري، فإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان، فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة أني لا أكتم العلم". ولكن ومع الأسف الشديد يأتي قزم من الأقزام-أي قزم- سقط متاع يتطاول على هذا العَلَم الإمام، وصدق من قال:- وما للمرء خير ٌ في حياةٍ إذا ما عُدَّ من سقط المتاعِ وقال آخر:- وإذا أشارَ مُحدِّثًا فكأنَّــهُ قردٌ يُقَهْقِهُ أو عجوزٌ تلطِــــمُ وستظل طوال عمرك أيها المتطاول-أي متطاول- من سقط المتاع، إذا لم تراجع نفسك وأحوالك وعقلك قبل الرحيل، نسأل الله لك الهداية. ومع ذلك نقول لكل من يتطاول على الإمام البخاري الفذ رحمه الله، وعلى أي عَلَم من أعلام الأمة، هل أنت معتوه؟ وهل أنت سفيه أحمق؟ وهل أنت ناقص عقل حتى ولو كنت تحمل أعلى الشهادات أو تتبوأ أفضل المراكز أو تستند على من يأويك من الرويبضة؟ وهل أنت معلول مشلول؟ مساكين أهل السفه والحماقة؟! لكل داءٍ دواءٌ يُستطبُّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها نعم، ستظل الأقزام تعيش في أوحال المستنقعات الآسنة، وفي مراتع السفالة عند الرويبضة حتى ولو تطاولت على الكبار. فالتفلسف آفة وأهلها نكرة، ومن الغباء أن تُعجب بنفسك وتعلم أنك لا شيء وتريد أن تكون شيئاً، وأنت لا شيء، والتطاول على الكبار والعمالقة صُنَّاع الحياة سفاهة!! فهل تُدرك ذلك يا سقط المتاع؟!. ولنا أن نتساءل، هل هربت الأسود يوماً من نباح الكلاب؟، وهل اختبأت يوماً ما الأسود من عواء الذئاب، وهل ضر الجبل نطح الثور له؟!. كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل "ومضة" وصدق الإمام مسلم حين قال عن الإمام البخاري رحمهما الله "لا يُبغضك إلاّ حاسد، وأشهد أن ليس في الدنيا مثلك". [email protected]