15 سبتمبر 2025
تسجيللم يبالغوا في حياتهم، حكموا فعدلوا، ناصروا الحق وأهله، ساروا مع العدل ورفعوا الظلم عن العباد، لم ينتصروا لأنفسهم يوماً ما، كانوا مع رعيتهم صدقاً وعدلاً، ونصحاً وحباً، وصلاحاً وإصلاحاً واستثماراً، وما ضيّعوا أموال شعوبهم وأمتهم، وما عرفوا الغدر ولا القطيعة ولا الخيانة ولا الاستبداد. فهذه بعض من مقتطفات وأخبار سيرهم ففيها الخير. * كتب أمير المؤمنين الخليفة عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إلى أحد ولاته موعظة، فقال «أما بعد، فإذا دَعَتْكَ قدرتُك على الناس إلى ظلمهم، فاذكر قدرةَ اللهِ عليك في نفاد ما يأتي إليهم، وبقاء ما يُؤْتَى إليك». * أسمعَ رجل عمر بن عبدالعزيز رحمه الله كلاماً، فقال عمر «أردتَ أن يستفزّني الشيطان لعزة السلطان، فأنال منك اليوم ما تناله مني غداً، انصرف رحمك الله». * حكى الإمام الشعبى رحمه الله قال «شهدت شريحًا وجاءته امرأة تخاصم رجلًا فأرسلت عينيها فبكت فقلت: أبا أمية ما أظن هذه البائسة إلا مظلومة. فقال: يا شعبي إن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون». * كتب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إلى أبي بكر بن حزم «أدق قلمك، وقارب بين أسطرك، واجمع حوائجك، فإني أكره أن أخرج من أموال المسلمين مالاً ينتفعون به، والسلام». قف عندها طويلاً...! * كتب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إلى واليه على دمشق «إذا صليت بهم فأسمعهم قراءتك، وإذا خطبتهم فأفهمهم موعظتك». سيأتي البعض من المتشدقين والمتفيهقين والمتفلسفين والمنظرين، والثرثارين من دعاة المافيا الليبراليين والرويبضة «الرجل التافه» يقولون لنا ما لكم وشؤون ووقائع الأقدمين، نحن في القرن الحادي والعشرين، كفاكم تمسكاً بمبادئ وأخلاقيات وقيم من سبقوكم. نحن في عصر الغدر والخيانة وإعلان الخصومة والخداع، والرأي الواحد، ونحن في عصر الذباب الإلكتروني والخنافس السوداء. ونحن نقول لكم: البضاعة الفاسدة فاسدة...!. «ومضة» تولى الخلافة بعد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله يزيد بن عبدالملك أخو فاطمة زوجة عمر رحمهما الله فقال لها: يا فاطمة، أنا أعلم أنَّ عمر أخَذَ مالك كلَّه، ووضعه في بيت المال، أتأذنين أنْ أعيدَه إليك؟ فقالت له بلسان الحقِّ: ماذا تقول يا يَزِيد؟! أتريد أن آخذَ شيئًا وضعه عمر في بيت مال المسلمين؟! فو الله الذي لا إله إلا هو، لن أعطيه حيًّا وأغضبه ميِّتًا أبدًا». رحمها الله. إنهم قدوات... إنهن قدوات... فمن يجاريهم ولو بأقل القليل!.